فائدة[ 2 ] : [ في عمربن حنظلة ]
قال الشهيد الثاني في الدراية : «وعمر بن حنظلة لم ينصّ الأصحاب عليه بجرحٍ ولاتعديلٍ ، لكن أمره عندي سهل ؛ لأنّي حقّقتُ توثيقه من محلّ آخر ، وإن كانوا قد أهملوه» ۱ .
وقال في حاشية الروضة في كتاب الوكالة : «وأمّا عمر بن حنظلة فالأصحاب وإن لم ينصّوا عليه بجرحٍ ولاتعديلٍ ، لكن عندي ثقة ؛ لمدحٍ رأيته في حقّه من الصادق عليه السلام» . ۲
قوله : «لمدحٍ رأيته» إلى آخره ، فيه : أنّ المدح لايقتضي التوثيق .
وقال نجله في أوّل المنتقى :
من عجيب مااتّفق له ـ يعني والده الشهيد ـ أنّه قال في شرح بداية الدراية : أنّ عمر بن حنظلة لم ينصّ الأصحاب عليه بجرحٍ ولاتعديلٍ ، ولكنّه حقّق توثيقه من محلّ آخر ، ووجدت بخطّه في بعضِ فوائده ماصورته : عمربن حنظلة غيرُ مذكورٍ بجرحٍ ولاتعديلٍ ، ولكنّ الأقوى عندي أنّه ثقة ؛ لقول الصادق عليه السلام في حديث الوقت «إذاً لايكذب علينا» ۳ والحال أنّ الحديث الذي أشار إليه ضعيف الطريق ، فتعلّقه به في هذا الحكم مع ماعلم من انفراده به غريب،ولولا الوقوف على هذا الكلام الأخير لم يختلج في الخاطر أنّ الاعتماد في ذلك على هذه الحجّة ۴ .
وقد أجاد في الإيراد ؛ حيث إنّ مقتضى حديث الوقت عدم الكذب وهو لايقتضي العدالة ، كيف ومقتضاه عدم الكذب في أوان الإخبار ، ومقتضاه أنّه كان يكذب قبل أوان الإخبار .
قوله : «في شرح بداية الدراية» منه يعلم أنّ المتن سمّي ب «البداية» وبه صرّح في آخر الشرح ۵ . وقد يحكى عن الشرح تعبيراً عنه ب «الرعاية» لكن لم أظفر بذكر تسمية الشرح ب «الرعاية» .
وقال سبطه في تعليقات الاستبصار في باب نوافل الصلاة في السفر بالنهار :
وأمّا عمربن حنظلة فلم يُعلم من حاله مايفيد توثيقاً ولامدحاً يعتدّ به ، وما قاله جدّي ـ قدّس سرّه ـ في الدراية ـ من أنّ الأصحاب لم ينصّوا عليه بتوثيقٍ ولامدحٍ وأنّه عَرَفَ توثيقه ـ هو أعلم بمأخذه ، وقد رأينا في أوائل
الخلاصة أنّ وجه توثيق عمربن حنظلة قوله عليه السلامفي حديث المواقيت «أنّه ـ يعني عمربن حنظلة ـ لايكذب علينا» ۶ . وهذا الحديث ضعيف ، وعلى تقدير الصحّة فالتوثيق أمر آخر ، ووجدت له في الروضة حاشية على عمر بن حنظله حاصلها : أنّ التوثيق من الخبر ، ثمّ ضرب ۷ على ذلك وجعل عوضه لفظ «من محلّ آخر» والظاهر أنّ هذا الخبر ليس هو المأخذَ ، وذلك غير بعيد ؛ لأنّ هذا لايختلج في بال آحاد الناس ، فكيف مثله ، وماكتبه في الخلاصة كأنّه في أوّل الأمر ۸ .
وقال سبطه في أوائل تعليقات الاستبصار : «وما قاله جدّي في عمربن حنظلة من أنّه حقّق توثيقه وهمٌ كما نبّه عليه الوالد» .
وقال أيضاً في باب حكم المذي والوذي :
إنّ عمربن حنظلة غيرمعلوم الحال؛ إذ لم يرد ذكره في الرجال إلاّ على الإهمال ، وما ذكره جدّي في الدراية أظنُّه توهّماً من حديث غير سليم السند ، ولاواضحِ الدلالة . وعن بعضٍ نقْل توثيقه عن النجاشي إلاّ أنّه لم يتعرّض له النجاشي ۹ .
1.الدراية : ۴۴ .
2.نقله عنه الوحيد البهبهاني في تعليقته : ۲۴۹؛ وكذا نقله في بلغة المحدثين : ۳۸۸ / ۱۵ (المطبوع مع معراج أهل الكمال) ؛ وانظر الروضة البهيّة ۲ : ۱۲ ـ ۱۷ (الطبعة الحجريّة) .
3.تهذيب الأحكام ۲ : ۲۰ ، ح ۵۶ ، باب أوقات الصلاة .
4.منتقى الجمان ۱ : ۱۹ .
5.الرعاية في علم الدراية : ۴۰۴ .
6.تهذيب الأحكام ۲ : ۲۰ ، ح ۵۶ ، باب أوقات الصلاة .
7.للضرب أنواع أجودها أن يمدّ الضارب خطّاً واضحاً فوق الكلام الذي يريد إبطاله بحيث لايخفى حروفه ، بل يكون ماتحته واضحاً ممكن القراءة ، انظر مقياس الهداية ۳ : ۲۱۵ ، وخاتمة المستدرك ۵ : ۴۳ .
8.تعليقات الاستبصار مخطوط .
9.نقله عنه الوحيد البهبهاني في تعليقته : ۲۴۹ .