[تفصيل المصنّف ]

أقول : إنّ المولى إمّا أن يذكر مفرداً غير مضاف ، فالظاهر ـ بل بلاإشكال ـ أنّ الغرض : العربي غير الخالص ، ويرشدُ إليه ما في ترجمة حمّاد بن عيسى ، حيث إنّه قال النجاشي : «مولى» فحكى القول بأنّه عربي ^۱ ، وهذا القسم كثير .
وإمّا أن يذكر مضافاً إلى طائفةٍ ، نحو «مولى بجيلة وبني أسد» والظاهر ـ بل بلاإشكال ـ أنّ الغرض هنا «النزيل» .
لكن لو قيل : «هم مَوالي بني هاشم» فالظاهر أنّ الغرض العُتقاء كما في المصباح ^۲ . وهذا القسم كثير أيضاً ، بل ما في كلمات أرباب الرجال لايخرجُ عن
القسمين المذكورين إلاّ نادراً .
وإمّا أن يذكر مضافاً إلى مفرد من المعصوم عليه السلام أو غيره ، وحينئذٍ الغرض إمّا «المعتَق» بالفتح ، كما في ترجمة بلال؛ حيث قيل : «مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله» ^۳ وترجمةِ قنبر ؛ حيث قيل : «مولى أميرالمؤمنين عليه السلام» ^۴ وترجمةِ إبراهيم بن أبي رافع ؛ حيث إنّه قال النّجاشي : «مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، واسمه أسلم ، كان للعبّاس بن عبدالمطّلب ، فوهبه للنبيّ صلى الله عليه و آله فلمّا بُشِّر النبيّ صلى الله عليه و آله بإسلام العبّاس أعتقه» ^۵ . ومن ذلك أنّه قال في الخلاصة : «عتيق رسول اللّه صلى الله عليه و آله» . ^۶
أو الملازمةُ ، كما في ترجمة ثوبان ؛ حيث قيل : «مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله صحبه ولازمه» ^۷ .
أو الحلف أو الإسلام ؛ فمايأتي فيه الكلام هو القسم الأخير ، وأمّا القسمان الأوّلان فلاينبغي الكلام فيهما .
ثمّ إنّه قد يتكرّر ذكر «المولى» مضافاً إلى جماعة ، كما في ترجمة صفوان بن مهران بن المغيرة الأسدي ؛ حيث قيل : «مولاهم ثمّ مولى بني كاهل» ^۸ وفي ترجمة ثعلبة بن ميمون ؛ حيث قيل : «مولى بني أسد ثمّ مولى بني سلامة» ^۹ ومن هذا الباب مافي ترجمة الحَسَن بن موسى بن سالم ؛ حيث قيل : «مولى بني أسد ثمّ مولى بني والبة» ^۱۰ .
إلاّ أنّ الأمر فيه في حكم التكرار قضيّةَ العطف ، وإلاّ فلم يتكرّر الذكر حقيقة .
وبالجملة ، فالمقصود ب «المولى» في هذه الموارد هو النزيل على حَسَبِ ماسَمِعْتَ في الإضافة إلى الجماعة .