رسالة في أصحاب الإجماع - صفحه 185

[في «العبد الصالح» و«الرجل الصالح» ]

وروى في الاستبصار في باب جواز الصوم ثلاثة أيّام بالإسناد عن معاوية بن عمّار قال : حدّثني عبد صالح ، قال : وقد سألته . ۱
وقد جرى في المنتقى على أنّ المراد بالعبد الصالح هو الكاظم عليه السلام ، وأنّ لفظة «قال» زيادة من النسّاخ ۲
، وجرى بعضٌ على أنّ المقصود بعض الرواة .
وروى في التهذيب في باب أحكام السهو في الصلاة ومايجب منه إعادة الصلاة بالإسناد عن عليّ بن أبي حمزة عن رجل صالح عليه السلام قال : سألته ، ۳ إلى آخره .
ويحتمل أن يكون المقصود ب «رجل صالح» هو الكاظمَ عليه السلام كما يرشد إليه لفظة « عليه السلام» بناءً على صحّته ، فقوله : «قال : سألته» من كلام عليّ بن أبي حمزة .
ويحتمل أن يكون المقصود بعض الرواة ، بناءً على كونِ لفظة« عليه السلام» من اشتباه النسّاخ ، فالحديث من باب المضمر ، وقوله : «قال : سألته» من كلام الرجل الصالح .
وروى في الكافي في باب ماجاء في الأئمّة الاثني عشر والنصّ عليهم حديث اللوح المعروف ، وفيه عند ذكر مولانا الرضا عليه السلام : أنّه يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ۴ . والمقصود ب «العبد الصالح» ذوالقرنين ، كما في الحاشية بخطّ العلاّمة المجلسي ۵ ، وهو المحكيّ عن الوافي ۶ .
وفيما رواه في الكافي في أوّل كتاب الصلاة عن أبي عبد اللّه عليه السلام : «ألاترى أنّ العبد الصالح عيسى بن مريم قال : «وَ أَوْصَـنِى بِالصَّلَوةِ وَ الزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا »۷ » . ۸
وقد روى في البحار في باب أحوال الكاظم عليه السلام في الحبس إلى شهادته وتاريخ وفاته ومدفنه عن كتاب الأنوار عن العامري رواية طويلة تلخيصها :
أنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر عليه السلامجارية جميلة لتخدمه في السجن ، فقال : قل له : «أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ »۹ لاحاجة لي في هذه ولافي أمثالها ، فغضب هارون وأمر ببقاء الجارية في السجن ، ثم قالت : يا سيّدي هل لك حاجة إليّ أُعطيكها ، قال : «فما بال هؤلاء؟» فنظرت ، فإذا هي روضة لاتبلغ آخرها من أوّلها ، ولاأوّلها من آخرها ، وفيها جوارٍ ، فنادت الجواري : يافلانة ابعدي عن العبد الصالح حتى ندخل
عليه ، فنحن له دونكِ . ۱۰
ومقتضى هذه الرواية إطلاق «العبد الصالح» على الكاظم عليه السلاممن عالَم القدس .
وربّما يقال: إنّ الحديث المذكور منشأ إطلاق «العبد الصالح» على الكاظم عليه السلام ، لكنّه غير ثابت ، مع أنّ انتشار الحديث المذكور ـ بعد اعتبار سنده ، بحيث صار منشأ للإطلاق المذكور في كثير من الأخبار ـ بعيد ؛ على أنّ تأخّرَ جميعِ أفرادِ الإطلاقِ المذكورِ عن الحديث المذكور غيرُ ثابتٍ ؛ مضافاً إلى أنّ استناد ألقاب سائر الأئمّة عليهم السلام وكذا سائر ألقاب الكاظم عليه السلام إلى مدرك معيّن غيرثابت .
فلا بأس بكون إطلاق العبد الصالح غيرَمستند أيضاً إلى مدرك ، فضلاً عمّا سَمِعْتَ من إطلاق العبد الصالح على عيسى وذي القرنين على نبيّنا وآله وعليهم السلام .
وفي بعض أخبار الغناء «سألت الخراساني» ۱۱ وروى الكشّي في ترجمة زرارة بالإسناد «عن أبي الحسن الخراساني» ۱۲
والمقصود الرضا عليه السلام .
وروى في التهذيب فى باب تطهير الثياب وغيرها من النجاسات بالإسناد عن خيران الخادم قال : «كتبت إلى الرجل عليه السلام» ۱۳ قيل : إنّ المراد بالرجل هو الهادي أو الرضا عليهماالسلام ۱۴ .

1.الاستبصار ۲ : ۲۸۲ ، ح ۱۰۰۰ ، باب جواز صوم الثلاثة الأيّام في السفر .

2.منتقى الجمان ۳ : ۳۸۷ .

3.تهذيب الأحكام ۲ : ۱۸۸ ، ح ۷۴۶ ، باب أحكام السهو في الصلاة ومايجب منه إعادة الصلاة .

4.الكافي ۱ : ۵۲۷ ، ح ۳ ، باب ماجاء في الأئمّة الاثني عشر .

5.الكافي ۱ : ۵۲۸ ، ح ۳ ، في الحاشية الرقم ۳ .

6.الوافي ۲ : ۲۹۹ ، باب ماورد من النصوص في عددهم (بيان) .

7.مريم (۱۹) : ۳۲ .

8.الكافي ۳ : ۲۶۴ / ۱؛ باب فضل الصلاة .

9.النمل (۲۷): ۳۶ .

10.بحار الأنوار ۴۸ : ۲۳۸ ، باب الحبس إلى شهادته .

11.الكافي ۶ : ۴۳۵ ، ح ۲۵ ، باب الغناء .

12.رجال الكشّي ۱ : ۳۵۷ ، ح ۲۲۹ .

13.تهذيب الأحكام ۱ : ۲۷۹ ، ح ۸۱۹ ، باب تطهير الثياب وغيرها من النجاسات .

14.في ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار للمجلسي ۲ : ۴۲۵ ، ذيل ح ۱۰۶ . عبارة : «وكأنّ المراد من الرجل الهادي عليه السلام» .

صفحه از 194