رسالة في أصحاب الإجماع - صفحه 20

[مغايرة أبي بصير الأسدي للمرادي]

قوله : ۱ «وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي : أبوبصير المرادي ، وهو ليث بن البختري» .
مقتضى هذا الكلام ـ وهو الصحيح ـ مغايرة الأسدي مع المرادي .
إلاّ أنّه قد روى في ترجمة ليث المرادي روايتين متعلّقتين بالأسدي ، ومقتضاه الاتّحاد ، قال :
محمّدبن مسعود ، قال : سألتُ عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبي بصير قال : كان اسمه يحيى بن أبي القاسم ، فقال : أبوبصير كان يكنّى أبا محمّد ، وكان مولى لبني أسد ، وكان مكفوفاً ۲ .
وقال أيضاً :
حمدويه ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن شعيب العقرقوفي قال : قلتُ لأبي عبد اللّه عليه السلام : ربّما احتجنا أن نسأل عن الشيء
فمن نسأل؟ قال : «عليك بالأسدي يعني أبابصير» ۳ .
ونظيره حكاية رواية عبد اللّه بن وضّاح ، عن أبي بصير في ترجمة عبد اللّه بن محمّد حيث قال :
في أبي بصير عبد اللّه بن محمّد الأسدي . طاهربن عيسى ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد الشجاعي ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن عبد اللّه بن وضّاح ، عن أبي بصير ، قال : سألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام عليه السلام عن مسألة ٍ في القرآن ، فغضب وقال : «أنا رجل تحضرني قريش وغيرهم ، وإنّما تسألني عن القرآن ؟» فلم أزل أطلب إليه وأتضرّع حتى رضي ، وكان عنده رجل من أهل المدينة مُقْبلٌ عليه ، فقعدتُ عند بابِ البيتِ على بثّي وحزني ، إذ دخل بشير الدهّان فسلّم وجَلَسَ عندي ، فقال لي : سله عن الإمام بعده ، فقال : لو رأيتني ممّا قد خرجتُ من هيئته لم تقل لي : سله ، فقطع أبو عبد اللّه عليه السلامحديثه مع الرجل ، ثمّ أقبل فقال : «يا أبا محمّد ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا ، وإنّما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا إذا أُمرتم» ۴ .
حيث إنّ مقتضاه ثبوت إطلاق أبي بصير على عبد اللّه بن محمّد الأسدي ، فمقتضاه تحقّق رواية عبد اللّه بن محمّد الأسدي عن الصادق عليه السلام .
إلاّ أنّه لا دليلَ على كون المقصود بأبي بصير في سند الرواية المذكورة هو عبدَ اللّه بن محمّد الأسديَّ، فلايثبتُ إطلاق أبي بصير على عبد اللّه بن محمّد الأسديِّ، بل لادليلَ على كون المقصود بأبي محمّد في كلام الصادق عليه السلامفي الرواية المذكورة هو عبدَ اللّه بن محمّد بعد تسليم ثبوت كون المراد بأبي بصير هو عبدَ اللّه بن محمّد الأسديَّ ؛ لاحتمال كون المقصود بأبي محمّد هو بشيرَ الدهّان ،
فَذِكْرُ الروايةِ من الكشّي في طيّ عنوانِ أبي بصير عبدِ اللّه بن محمّد الأسديِّ مبنيٌّ على كون المقصودِ بأبي بصير وأبي محمّد هو عبدَ اللّه بن محمّد ، ولادليل على شيء منهما .
إلاّ أن يقال : إنّه يكفي في صحّة ذِكْرِ الروايةِ ـ المذكورةِ في طيّ العنوان المذكور ـ ارتباطُ الروايةِ بالعنوان في الجملة بارتباط صدرها به ، كما هو الحال على تقدير كونِ المقصودِ بأبي بصير هو عبدَ اللّه بن محمّد ، ولايلزم في صحّة ذلك ارتباطُ الروايةِ بالعنوان المذكور صدراً وذيلاً ، كما هو الحالُ على تقدير كون المقصود بأبي محمّد هو عبدَ اللّه بن محمّد الأسديَّ .

1.أي : قول الكشّي .

2.رجال الكشّي ۱ : ۴۰۴ / ۲۹۶ .

3.رجال الكشّي ۱ : ۴۰۰ / ۲۹۱ .

4.رجال الكشّي ۱ : ۴۰۹ / ۲۹۹ .

صفحه از 194