رسالة في أصحاب الإجماع - صفحه 35

[الكلام مع الفاضل الخواجوئي]

ومن العجيب ما وقع من الفاضل الخواجوئي في رجاله ۱ ، وفي رسالته المعمولة في الكرّ ۲ ؛ حيث إنّه لم يطّلع على كلام الكشّي في بيان الطبقة الثالثة ، فأوردَ على صاحب الذخيرة فيما ذكره ـ من أنّ الرواية المرويّة عن أبي جعفر عليه السلامفي وضوء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۳ في طريقها عثمان بن عيسى إلاّ أنّه قيل : إنّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه ـ بأنّ المقصود بالقائل هو الكشّي ، وليس في كتابه عين ولاأثر من ذلك ، بل ذكره الفاضل الاسترآبادي في رجاله الأوسط في ترجمة عثمان بن عيسى ، وهو منه غلط في الفهم ، وتبعه غيره من غير تأمّلٍ دقيقٍ وفكرٍ عميقٍ فيما ذكره الكشّي ، فإنّ المذكور في كلامه هكذا :
ذكر نصر بن الصبّاح أنّ عثمان بن عيسى كان واقفياً ، وكان وكيل موسى أبي الحسن عليه السلام ، وفي يده مال فسخط عليه الرضا عليه السلام ، قال : ثمّ تاب عثمان وبعث إليه بالمال وكان شيخاً عمّر ستّين سنة ، وكان يروي عن أبي حمزة الثمالي ، ولايتّهمون عثمان بن عيسى ۴ .
ففهم منه أنّهم لايتّهمونه في رواياته مطلقاً ، فعبّر عنه بقوله : «ونقل الكشّي قولاً بأنّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح مايصحّ عنه» وليس هذا معناه ، بل معناه أنّهم لايتّهمونه في روايته عن أبي حمزة الثمالي ، فإنّه أدركه حين إمكان روايته عنه ، بخلاف رواية الحَسَن بن محبوب عنه ۵ .
ومع ذلك الفاضلُ الاسترآبادي قد نقل عن الكشّي مانقله عن نصر بن الصبّاح من نفي الاتّهام وغيره ، ثمّ نقل عنه نقل القول بأنّ عثمان بن عيسى من أهل الإجماع ۶ ، ولو كان منشأ نقل ۷ القول بأنّ عثمان بن عيسى من أهل الإجماع ، لاقتصر على مانقله أوّلاً أو ما نقله ثانياً حَذَراً عن الجمع بينَ نقلِ الناشئ ۸ والمنشأ .
ثمّ إنّ مدارَ التفاوتِ في كلام الكشّي ـ حيث جعَل أهلَ الطبقةِ الثانية دونَ أهلِ الطبقة الأُولى ، وأهلَ الطبقة الثالثة دونَ أهلِ الطبقة الثانية ـ على خصوص التفاوت في الزمان أو مع التفاوت في الرتبة .
حكي الأوّل عن صاحب المعالم في بعض تعليقات المنتقى . وصرّح بعضٌ بالأخير ، وهو ظاهر السيّد السند النجفي فيما يأتي من الأشعار المنسوبة إليه . وابن داود جعل الطبقة الثانية ثالثة والثالثة ثانية ۹ . واحتمل في الرواشح كونه بملاحظة جلالة يونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى ، ومحمّد بن أبي عمير ۱۰ ، والمدار على ذلك على خصوص التفاوت في الرتبة .

1.الفوائد الرجاليّة : ۲۵۶ .

2.رسالة في الكرّ للخواجوئي غير موجودة .

3.تهذيب الأحكام ۱ : ۱۴۳ ، ح ۹۵ ؛ ولا ربط لها بوضوء النبيّ صلى الله عليه و آله .

4.رجال الكشّي ۲ : ۸۶۰ / ۱۱۱۷ .

5.انتهى كلام الخواجوئي في الفوائد الرجاليّة : ۲۵۷ إلاّ أنّ الرواية لم تخصّ وضوء رسول اللّه ، بل هي في مقام بيان حكم الجنب المغتسل قبل التبوّل .

6.منهج المقال : ۲۲۰ ، ثمّ انظر : ۴۱ .

7.كلمة «نقل» لم ترد في «د» .

8.في «د»: «ونقل».

9.رجال ابن داود : ۲۰۹ .

10.الرواشح السماويّة : ۴۶ ، الراشحة الثالثة .

صفحه از 194