رسالة في أصحاب الإجماع - صفحه 39

[نظر المصنّف في تثليث الطبقات ]

بقي أنّ مقتضى تثليثِ الطبقات عدمُ خروج شيء من أهل الطبقات عن طبقته
باختصاص أهل الطبقة الأُولى بالرواية عن الباقرين عليهماالسلام ـ حيث إنّ الظاهر أنّ المقصود بالأصحاب هنا أصحاب الرواية بلاواسطة ، كما يظهر ممّا مرّ ، بل لاإشكال في ذلك ـ واختصاص الطبقة الثانية بالرواية عن الصادق عليه السلام ، واختصاص الطبقة الثالثة بالرواية عن الكاظمين عليهماالسلام .
والظاهر أنّه مبنيّ على اعتقاده ، وإلاّ فما في سائر كتب الرجال في تراجم الجماعة المتقدّمة ينافي ذلك ؛ حيث إنّ الاستقراء في كتب الرجال وإن يقضي بعدم دخول شيء من أهل الطبقة الثانية في الطبقة الأُولى ، لكنّه يقضي بفساد دعوى عدم دخولها في الطبقة الثالثة ولو في الجملة ، أي الرواية عن الكاظم عليه السلام ؛ حيث إنّ من أهل الطبقة الثانية جميلَ بن درّاج ، وقد صرّح النجاشي ۱ والشيخ في الرجال ۲ والعلاّمة في الخلاصة ۳ بكونه من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام .
وأمّا «حمّاد بن عثمان» فقد جَعَلَه الشيخ في الرجال من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام ۴ .
وفي الخلاصة جعله من أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام ۵ .
وأمّا «حمّاد بن عيسى» فقد جعله الشيخ في الرجال من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ۶ .
وفي الخلاصة : أنّه روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن والرضا عليهم السلام ، ومات في حياة أبي جعفر الثاني عليه السلام لكن قال : «ولم يحفظ عنه رواية عن الرضا ولا عن
أبي جعفر عليهماالسلام» ۷ .
وأمّا «أبان بن عثمان» فقد ذكر النجاشي ۸ ، والشيخ في الفهرست أنّه روى عن الصادق والكاظم عليهماالسلام ۹ ، وإنْ حكى ابن داود عن الكشّي أنّه ممّن لم يرو ۱۰ ، في قوله:
أبان بن عثمان الأحمر لم «كش» من الستّة التي اجتمعت العصابة على تصديقهم وهم : جميل بن درّاج ، عبد اللّه بن مُسكان ، عبد اللّه بن بُكير حمّاد بن عيسى ، حمّاد بن عثمان ، أبان بن عثمان . وجميل بن درّاج أفقههم ، وقد ذكر أصحابنا أنّه كان ناووسياً فهو بالضعفاء أجدرُ ، لكن ذكرته هنا لثناء الكشّي عليه وإحالته على الإجماع المذكور ۱۱ .
إلاّ أنّ «كش» في كلامه سهو غالباً عن «جش» كما نبّه عليه غير واحد أيضاً ۱۲ ، لكن لامجالَ هنا للسهو المذكور؛ لما ذكر من أنّ النجاشي ذكر أنّه روى عن الصادق والكاظم عليهماالسلام ، مع أنّ الكشّي لايتجاوز غالباً عن نقل الروايات المادحة والقادحة ، أو نقل التوثيق والتضعيف عن مشايخه ؛ على أنّ الظاهرَ من الكشّي أنّه روى عن الصادق عليه السلام ؛ حيث إنّ الكشّي روى بإسناده عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال :
كنت أقود أبي وقد كان كُفَّ بصره حتى صرنا إلى حلقة فيها أبان الأحمر ، فقال : عمّن تحدّث؟ قلت : عن أبي عبد اللّه عليه السلام فقال : ويحه سمعت أبا عبد اللّه عليه السلاميقول : أما إنّ منكم الكذّابين و من غيركم المكذّبين ۱۳ .
مضافاً إلى ما ذكره جماعة من كثرة اشتباهات ابن داود كالفاضل التستري ۱۴ ، والسيّد السند التفرشي ۱۵ ، وصاحب الحاوي ۱۶ والسيّد السند النجفي ۱۷ ، والفاضل الخواجوئي ۱۸ .
وقد حرّرنا كلماتهم مع طائفة من اشتباهات ابن داود في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في أنّ معاوية بن شُرَيْح ومعاوية بن ميْسَرة متّحدان أو مختلفان ؟
لكن نقول : إنّ ما ذكر مبنيّ على كون «كش» فيكلام ابن داود حكايةً لما سبق عليه ، ويحتملُ أن يكونَ حكاية لما تأخّر عنه كما يرشدُ إليه قوله : «لكن ذكرته هنا لثناء الكشّي عليه وإحالته على الإجماع المذكور» ؛ إذ قوله : «وإحالته على الإجماع» من باب التفسير لثناء الكشّي ، فقول ابن داود : «لم» إنّما يكون من نفسه ، ولايكون محكيّاً عن الكشّي ، فلابأس بعدم وجود ذلك في كتاب الكشّي أو النجاشي ، بناءً على كون «كش» سهواً عن «جش» .
إلاّ أنّه ينقدحُ الاحتمال المذكور ـ بعد مخالفتِه لما جرى عليه ابن داود في سائر التراجم ، بل مخالفتِه لما جرى سائر أرباب الرجال ـ ممّن جرى على الرمز في باب الرموز ـ من كون الرمز حكاية لما سبق ، وإن جرى المولى التقيّ المجلسي على أنّ ثقة «جش» مثلاً من باب الدراية والرواية ۱۹ ، وليس بالوجه كما حرّرناه في الرسالة المعمولة في «ثقة» ۲۰ ـ بما مرّ في نقل النجاشي والشيخ في
الفهرست روايةَ أبان عن الصادق والكاظم عليهماالسلام ۲۱ .
وأمّا «عبد اللّه بن مُسكان» فقد قال النجاشي : «روى عن أبي الحسن موسى عليه السلاموقيل : إنّه روى عن أبي عبد اللّه عليه السلاموليس يثبت» ۲۲ .
وقال الكشّي :
محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني محمّد بن نصير ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن يونس ، قال : لم يسمع حريز بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه عليه السلامإلاّ حديثاً أو حديثين وكذلك عبد اللّه بن مُسكان إلاّ حديث «من أدرك المَشْعر فقد أدرك الحجّ» ، وكان من أروى أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام .
ثم قال :
وزعم أبو النصر محمّد بن مسعود أنّ ابن مُسكان كان لايدخل على أبي عبد اللّه عليه السلام شفقة ألاّ يوفّيه حقَّ إجلاله ، فكان يسمعُ من أصحابه ويأبى أن يدخل عليه إجلالاً له وإعظاماً له ۲۳ .
قوله : «وكذلك عبد اللّه بن مُسكان» إمّا من كلام يونس ، أو محمّد بن مسعود ، أو الكشّي .
قوله : «وكان من أروى أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام» ينافي بظاهرهِ حصر ۲۴ رواية عبد اللّه بن مُسكان عن أبي عبد اللّه عليه السلامفي حديث إدراك المَشعر .
إلاّ أنْ يقال : إنّ الغرضَ كثرةُ الروايةِ مع الواسطة ، فَعَدُّ عبد اللّه بن مُسكان من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلاممبنيٌّ على عموم أصحاب الإمام عليه السلام لأرباب الرواية مع الواسطة .
أو يقالَ : إنّ نسبةَ كثرة ۲۵ الرواية باعتبار كثرة الرواية عن الكاظم ، لكنّه خلاف الظاهر ، كما هو ظاهر .
أقول : إنّ دعوى روايته عن الكاظم عليه السلام لارادّ لها .

1.رجال النجاشي: ۱۲۶ / ۳۲۸.

2.رجال الشيخ : ۱۶۳ / ۳۹ و ۳۴۶ / ۴ .

3.خلاصة الأقوال : ۳۴ / ۱ .

4.رجال الشيخ : ۱۷۳ / ۱۳۹ و ۳۴۶ / ۲ و۳۷۱ / ۱ .

5.خلاصة الأقوال : ۵۶ / ۳ .

6.رجال الشيخ : ۱۷۴ / ۱۵۲ و ۳۴۶ / ۱ .

7.خلاصة الأقوال : ۵۶ / ۲ .

8.رجال النجاشي : ۱۳ / ۸ .

9.الفهرست : ۱۸ / ۶۲ .

10.في «د» : «يرد» . والأولى إضافة «عنهم» لتكون : «لم يرو عنهم» .

11.رجال ابن داود : ۳۰ / ۶ .

12.انظر منتهى المقال ۲ : ۴۱۸ / ۷۶۶ .

13.رجال الكشّي ۲ : ۶۴۰ / ۶۵۹ .

14.حكاه عنه ولد المصنّف في سماء المقال ۱ : ۲۸۰ .

15.نقد الرجال ۲ : ۴۳ / ۱۳۲۱ .

16.حاوي الأقوال في علم الرجال : ۲۳۱ / ۱۲۳۲ .

17.رجال السيّد بحرالعلوم ۲ : ۲۳۴ .

18.الفوائد الرجاليّة للخواجوئي : ۳۱۱ .

19.روضة المتّقين : ۱۴ .

20.الباء متعلّق بقوله : «ينقدح» .

21.رجال النجاشي : ۱۳ / ۸ ؛ الفهرست : ۱۸ / ۶۲ .

22.رجال النجاشي : ۲۱۴ / ۵۵۹ وفيه : «ليس بثبت» .

23.رجال الكشّي ۲ : ۶۸۰ / ۷۱۶ .

24.في «ح»: «قصر» .

25.في «د» زيادة : «الواسطة» .

صفحه از 194