رسالة في ابن الغضائري - صفحه 381

[ الكلام في أبناء طاووس ]

ثمّ إنّ كتاب ابن طاووس المتقدّمَ ذكره والمُحرَّرَ بالتحرير الطاووسي اسمه حلّ
الإشكال على ما ذكره بعض المتأخّرين من أهل الرجال ۱ .
وأمّا ابن طاووس فهو السيّد جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الطاووس الحسيني ، كما هو مقتضى كلام صاحب المعالم في ديباجة التحرير الطاووسي ۲ ، ومن مصنفاته البشرى والملاذ ۳ .
وقد يطلق ابن طاووس على رضي الدين موسى بن جعفر ، ومن مصنفاته مُهج الدعوات والإقبال وأمان الأخطار وفتح الأبواب .
ولعلّه ربّما زعم بعض الأفاضل ۴ ـ نقلاً ـ كونه صاحب كتاب الرجال المحرّر بالتحرير الطاووسي .
وقد يُطلق على غياث الدين عبدالكريم بن أحمد وله فرحة الغريّ ۵ وقد عدّه ابن داود من كتبه ۶ ، وعدّه في آخر الوسائل من الكتب المعتمده التي نقل عنها ۷ .
وفي ترجمته : «أنّه اشتغل بالكتابة واستغنى عن المُعلِّم ، وعمره إذ ذاك أربع سنين» ۸ .
وظاهر الفاضل الإسترآبادي كابن داود الانحصار في الأوّل والأخير ، إذ لم يأتِ أحد منهما بعنوان للأوسط ، مع اشتهار مُهج الأوسط وإقبالِه .
وظاهر البحار الانحصار في الأخير ، مع كمال اشتهار الأوّل ۹ .
وقد أجاد السيّد السند التفرشي حيث عنون كلاًّ من الثلاثة .
وعن بعضٍ إطلاق ابن طاووس على عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الطاووس الحسيني ۱۰ .
وقد حرّرنا الكلام في أبناء الطاووس أيضا في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في رواية محمّد بن الفضيل عن أبي الصباح .
الخامس : أنّه لا مجال لكون ابن الغضائري هو الحسينَ ۱۱ ؛ إذ الغضائري المذكور في ترجمة الحسين إمّا أن يرجع إلى الحسين ، أو إلى عبيد اللّه ، أو إلى إبراهيم .
والأخير خلاف الظاهر ، بناءً على ما حرّرناه بالتفصيل في الرسالة المعمولة في «ثقة» من عود التوابع والمتعلّقات المذكورة في التراجم ذيلَ العنوان إلى المقصود بالعنوان بالأصالة ، إلاّ في صورة قيام القرينة على خلاف ذلك كما وقع في بعض التراجم .
مع أنّه على الأخيرة لابدّ من ارتكاب خلاف الظاهر في إضافة الابن إلى الغضائري ؛ لظهوره في البنوّة بلا واسطة ، بكون الأمر من باب ثبوت الواسطة والإضافة إلى الجدّ كما اتّفق نظيره كثيرا ، إلاّ أنّه لم يبلغ الكثرة إلى حدٍّ يوجب الخروج عن مخالفة الظاهر ، ولا مجال للأوسط ، فتعيّن الأوّل .
فلمّا تعيّن الغضائري في الحسين ، فيكون الأحمد هو ابنَ الغضائري ، ولا مجال لكون الحسين ابنَ الغضائري .
لكن لو قلنا في العبارتين الآتيتين من النجاشي من قوله: «أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري» بكون «الغضائري» صفة للحسين لا الأحمدِ ، قضيّةَ ظهور إطلاق ابن الغضائري عليه في عدم كونه غضائريّا ، يسهل الخطب في المقام .
السادس : أنّه قال النجاشي ۱۲ وكذا العلاّمة في الخلاصة في ترجمة حبيب بن أوس ۱۳ : «وذكر أحمد بن الحسين رحمه اللّه تعالى» ۱۴ .
وقال النجاشي في ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل : «له كتب لا يعرف منها إلاّ النوادر قرأته أنا وأحمد بن الحسين رحمه الله على أبيه» .
ثمّ قال : «وقال أحمد بن الحسين رحمه الله ...» ثمّ قال بعد تعداد كتب عليّ بن الحسن المذكور : «قرأ أحمد بن الحسين» ۱۵ .
وقال النجاشي في ترجمه الحسين بن أبي العلا : «وقال أحمد بن الحسين رحمه الله» ۱۶ .
وقال في ترجمة جعفر بن أحمد بن أيّوب السمرقندي : «ذكر أحمد بن الحسين رحمه الله» ۱۷ .
وقال في ترجمة خالد بن يحيى بن خالد : «ذكره أحمد بن الحسين» ۱۸ .
وقال في ترجمة محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري : «قال لنا أحمد بن الحسين» ۱۹ .
ونقله عنه في الخلاصة ۲۰ .
وقال في ترجمة أبان بن تغلب : «قال أبو الحسين أحمد بن الحسين رحمه الله» ۲۱ .
وقال في ترجمة حمّاد بن عيسى : «قال أحمد بن الحسين رحمه الله» ۲۲ .
وقال في ترجمة خيبري ۲۳ بن عليّ الطحّان : «ذكر ذلك أحمد بن الحسين» ۲۴ . وحكى عنه في الخلاصة ۲۵ .
وقال في ترجمة جعفر بن عبد اللّه قال : «أحمد بن الحسين رحمه الله» ۲۶ .
وقال في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك : «وقال أحمد بن الحسين» ۲۷ . ونقله عنه في الخلاصة ۲۸ .
وقال في ترجمة أبي شداخ : «ذكر أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري رحمه الله» ۲۹ ، ونقله عنه في الخلاصة ۳۰ .
وفي الخلاصة في ترجمة إسماعيل بن مهران : «وقال الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري» ۳۱ .
ومقتضى الكلمات المذكورة ، كون المقصود بابن الغضائري عند الإطلاق هو
الأحمدَ بلا شكّ ولا شبهة ؛ لكن لابدّ في العبارتين الأخيرتين من كون «الغضائري» صفة للحسين لا الأحمد ـ وهو خلاف الظاهر بالنسبة إلى كونه صفة للأحمد ، كما يظهر ممّا حرّرناه في الرسالة المعمولة في «ثقة» ـ أو كونِ الأحمد غضائريّا ، ولا منافاة بين كونه غضائريّا وابنَ الغضائري ، وإن كان الظاهر من إطلاق ابن الغضائري عليه عدمَ اتّصافه بكونه غضائريّا . وشيء من الوجهين لا يبتني عليه الاستدلال ولابدّ من ارتكابه ولو لم يتّجه الاستدلال .
ومع هذا قال النجاشي في ترجمة إسماعيل بن مهران : «صنّف كتبا» وعدَّ من الكتب كتاب ثواب الأعمال ۳۲ فقال : «أخبرناه الحسين بن عبيد اللّه » ۳۳ .
وفي الفهرست في ترجمة أحمد بن إبراهيم بن معلّى بن أسد : «وكان جدّه المعلّى بن أسد ـ فيما ذكر الحسين بن عبيد اللّه ـ من أصحاب صاحب الزنْج والمختصّين به» ۳۴ .
فقد تحقّق النقل عن الحسين أيضا .
وربّما يقتضى هذا كون المقصود بابن الغضائري عند الإطلاق هو الحسينَ ، إلاّ أنّ الكلمات المتقدّمةَ المقتضية لكون المقصود بابن الغضائري عند الإطلاق هو الأحمدَ أكثر بكثير ، فعليه المدار .

1.رجال السيّد بحر العلوم ۲ : ۳۰۳ .

2.التحرير الطاووسي : ۳ .

3.انظر رجال ابن داود : ۴۵ / ۱۳۷ ؛ ونقد الرجال ۱ : ۱۷۴ / ۱۷۷ .

4.رجال ابن داود : ۱۳۱ / ۹۶۶ .

5.بحار الأنوار ۱ : ۱۳ .

6.رجال ابن داود : ۱۳۱ / ۹۶۶ .

7.وسائل الشيعة ۲۰ : ۴۴ .

8.رجال ابن داود : ۱۴۴ .

9.انظر بحار الأنوار ۱ : ۱۲ ـ ۱۳ و۳۱ .

10.نقد الرجال ۱ : ۱۷۴ / ۱۷۷ ، ۳ : ۷۳ / ۱ .

11.وفي الإيضاح للعلاّمة الحلّي : الحسين بن عبيد اللّه الغضائري ولا بأس بالنسبة ، والغضار بالكسر كالغضائر جمع الغضارة بالفتح ، والنسبة من باب النسبة أي صنعة الغضائر وبيعها ، ويظهر بما يأتي في المتن ممّا ذكره في الطراز (منه عفي عنه) .

12.رجال النجاشي : ۱۴۱ / ۳۶۷ .

13.قوله : «أوس» : بفتح الهمزة وسكون الواو والسين المهملة (منه عفي عنه) .

14.خلاصة الأقوال : ۶۱ / ۳ .

15.رجال النجاشي : ۸۳ / ۲۰۰ .

16.المصدر : ۵۲ / ۱۱۷ .

17.المصدر : ۱۲۱ / ۳۱۰ .

18.المصدر : ۱۵۱ / ۳۹۵ .

19.المصدر : ۳۵۵ / ۹۴۹ .

20.خلاصة الأقوال : ۱۵۷ .

21.رجال النجاشي : ۱۱ / ۷ .

22.المصدر : ۱۴۳ / ۳۷۰ .

23.قوله : «خيبرى» بالخاء المعجمة المفتوحة ، والياء المنقَّطة تحتها الساكنةِ ، والباء المنقَّطة تحتها نقطةً واحدة مفتوحة والراء ثم الياء كما ذكره في الإيضاح وهو المرسوم في كتاب النجاشي (منه عفي عنه) .

24.رجال النجاشي : ۱۵۴ / ۴۰۸ .

25.انظر خلاصة الأقوال : ۲۲۰ / ۱ .

26.رجال النجاشي : ۱۲۰ / ۳۰۷ .

27.المصدر : ۱۲۲ / ۳۱۳ .

28.خلاصة الأقوال : ۲۱۰ / ۳ .

29.رجال النجاشي : ۴۵۹ / ۱۲۵۴ .

30.خلاصة الأقوال : ۱۹۱ / ۳۷ .

31.خلاصة الأقوال : ۸ / ۶ .

32.وفي المصدر : «وكتاب ثواب القرآن أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه عن أحمد بن جعفر بن سفيان» .

33.رجال النجاشي : ۲۶ / ۴۹ .

34.الفهرست : ۳۰ / ۸۰ ؛ وهكذا في رجال النجاشي : ۹۶ / ۲۳۹ .

صفحه از 466