رسالة في ابن الغضائري - صفحه 412

[في حال الحسين بن عبيد اللّه ]

وأمّا الثاني ـ أعني حال الحسين بن عبيد اللّه ـ فنقول : إنّه قد ذكر النجاشي في ترجمة الحسين بن عبيد اللّه : إنّه شيخه ۱ ، وله كتب ، وأجازه جميعها وجميع رواياته عن شيوخه ۲ .
ويصرّح بشيخوخته له كلامُه أيضا في ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن
يزيد الصيقل ۳ ، وقد تقدَّم ؛ وروى عنه في تراجمَ .
وروى عنه في ترجمة عليّ بن بابويه ، عن أبي جعفر الصدوق أنّه قال : «وُلدتُ بدعوة صاحب الأمر عليه السلام» ۴ .
والدعوة إشارة إلى ما ذكره النجاشي :
من أنّ عليّ بن بابويه [كان] قدم العراق ، واجتمع مع [أبي القاسم الحسين ]بن روح [ رحمه الله ، وسأله مسائل ثمّ] كاتبه على يد عليّ بن جعفر بن الأسود ، وسأله أن يُوصل له رقعةً إلى الصاحب عليه السلام وسأله فيها الولد .
فكتب إليه : «قد دعونا اللّه [لك] بذلك ، وسترزق ولدين ذكرين خيّرين» ۵ .
وذكر العلاّمة في الخلاصة : أنّه شيخ الطائفة ، سمع الشيخ الطوسي منه وأجاز له جميع رواياته ۶ ، وكذا أجاز النجاشي ۷ بل مُقتضى ذكره في القسم الأوّل من الخلاصة وثاقتُه .
وفي المعراج : «[والحقّ] أنّ جلالته وعدالته ممّا لا ينبغي الريب فيها» ۸ .
وفي وسيط الفاضل الاسترآبادي : «ويُستفاد من تصحيح العلاّمة لطريق الشيخ رحمه اللهإلى محمّد بن عليّ بن محبوب توثيقُه ، ولم أجد إلى يومنا مَن خالفه» ۹ .
وفي الرواشح: «إنّه العالم الخبير البصير المشهور، العارف بالرجال والأخبار، شيخ الشيخ الأعظم أبي جعفر الطوسي ، والشيخ أبي العبّاس النجاشي» ۱۰ .
والعلاّمة في الخلاصة والحسن بن داود ، قد صحّحا طريق الشيخ إلى محمّد بن عليّ بن محبوب ، وهو في الطريق ۱۱ ، والعلاّمة ومن تأخّر عنه من الأصحاب إلى زمننا هذا ، في كتبهم الاستدلاليّة قد استصحّوا أحاديث كثيرة هو في أسانيدها .
وأمره أجلُّ من ذلك ؛ فإنّه من أعاظم فقهاء الأصحاب وعلمائهم ، وله تصانيفُ مُعتبرة في الفقه وغيره ، وفتاواه وأقواله في الأحكام الفقهيه منقولة ، فشيخنا الشهيد في شرح الإرشاد في باب المياه ذكر مذهب الشيخ أبي الحسن بن أبي عقيل العُماني ۱۲ ، ثمّ قال : «ونَقَلَه السيّد الشريف أبو يَعْلَى الجعفري ۱۳ عن أبي عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري» ۱۴ .
وعن السيّد بن طاووس في النجوم توثيقه ۱۵ .
وعن الشيخ فرج اللّه : أنَّ الشهيد الثاني ۱۶ في إجازته للشيخ الفاضل حسين بن عبدالصمد ، صرّح بأنّه الحسين بن عبيد اللّه الثقة .
قوله : «الثقة» وإن أمكن أن يكون من كلام الشهيد ، لكن كلام الشهيد خالٍ
عنه ، فهو من كلام الشيخ المذكور ، والتوثيق منه .
نعم ، ربّما يُستفاد التوثيق من الشهيد في بعض تعليقات الخلاصة ، حيث إنّه قال العلاّمة في الخلاصة في ترجمة إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني : «قال النجاشي : إنّه شيخ من أصحابنا ثقة . . . ـ إلى أن قال ـ : وقال ابن الغضائري : إنّه ضعيف جدّاً ، والأقوى عندي قبول روايته» ۱۷ .
وقال الشهيد في الحاشية : «أقول : وفي ترجيح تعديله نظر . أمّا أوّلاً : فلتعارض الجرح والتعديل ، والأوّل مُرجّح» ۱۸ .
فإنّه لو لم يكن ابن الغضائري ثقة عند الشهيد ، لما صحّ منه إبداء التعارض بين الجرح من ابن الغضائري ، والتعديلِ من النجاشي ، وابنُ الغضائري عنده هو الحسين كما مرّ ، فالتوثيق المُستفاد من كلامه يجري في حقّ الحسين .
وعن الشيخ في الرجال : أنّه عارف بالرجال ، قال : «وله تصانيفُ ذكرناها في الفهرست سمعنا منه ، وأجاز لنا بجميع رواياته» ۱۹ .
قال السيّد السند التفرشي : «قوله : «ذكرناها في الفهرست» ليس بمستقيم ، لأنّي لم أجده في الفهرست» ۲۰ .
وقال الفاضل الاسترآبادي : «ولم أجد في النسخ التي رأينا من الفهرست شيئا من ذلك» ۲۱ .
وفي المعراج : «لعلّ ترجمته كانت موجودة في مسودّته ، ثمّ سقطت من
الناسخين ، وإلاّ فكتاب الفهرست الذي بأيدينا خالٍ عن ترجمته أصلاً [مع أنّا قد تتبّعنا من نسخه ما تيسّر لنا الوقوف عليه] ۲۲ .
وبما سمعت من هذه الكلمات ، ظهر فساد حكاية ابن داود عقد العنوان له في الفهرست .
وذكر شيخنا البهائي في فواتح مشرقه :
أنّه قد يدخل في بعض أسانيد الأحاديث مَن ليس له ذكر في كتب الجرح والتعديل بمدحٍ ولا قدحٍ ، غير أنّ أعاظم علمائنا المُتقدّمين قد اعتنوا بشأنه ، وأكثروا في الرواية عنه ، وأثباتَ مشايخنا المتأخّرين قد حكموا بصحّة رواياتٍ هو في سندها ، والظاهر أنّ هذا القدر كافٍ في حصول الظنّ بعدالته .
ثمّ ذكر :
أنّ من ذلك أحمدَ بن محمّد بن الحسين بن الوليد ، وأحمدَ بن محمّد بن يحيى العطّار ، والحسينَ بن الحسن بن أبان ، وابنَ أبي جيد .
ثمّ قال :
فهؤلاء وأمثالهم من مشايخ الأصحاب ، لنا ظنّ بحسن حالهم وعدالتهم ، وقد عددت حديثهم في الحبل المتين ۲۳ وفي هذا الكتاب في الصحيح ، جرياً على منوالهم ۲۴ .
والظاهر بل بلا إشكال ، دخول الحسين بن عبيد اللّه في قوله : «وأمثالهم من مشايخ الأصحاب» .
وظهر بما سمعت فساد ما ذكره العلاّمة الخوانساري في أوائل المشارق : من
أنّ الحسين بن عبيد اللّه لم ينصّ الأصحاب على توثيقه ۲۵ .

1.قوله : «أنّه شيخه» كما أنّ ولده شيخه أيضاً ، كما يدلّ عليه كلامه في ترجمة أحمد بن محمّد بن شيران كما تقدَّم في المتن ، فكلّ من الوالد والولد شيخ له ، والولد شريك معه كما يدلّ عليه كلامه في ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل ، كما تقدَّم في المتن . (منه عفي عنه) .

2.رجال النجاشي : ۶۹ / ۱۶۶ .

3.المصدر : ۸۳ / ۲۰۰ .

4.المصدر : ۲۶۱ / ۶۸۴ .

5.رجال النجاشي : ۲۶۱ / ۶۸۴ . ومابين المعقوفات كلّها أضفناها من المصدر .

6.الخلاصة للعلاّمة : ۹۴ / ۲۰ .

7.رجال النجاشي : ۲۶۱ / ۶۸۴ .

8.معراج أهل الكمال إلى معرفة الرجال : ۱۵ . والزيادة من المصدر .

9.الوسيط (مخطوط) وعنه في تنقيح المقال ۱ : ۳۳۳ / ۲۸۶۰ ، ورجال السيّد بحر العلوم ۲ : ۳۰۵ .

10.الرواشح السماويّة : ۱۱۱ ، الراشحة الخامسة والثلاثون .

11.قوله : «قد صحّحا طريق الشيخ إلى محمّد بن عليّ بن محبوب وهو في الطريق» والعلاّمة قد صحّح أيضاً طريق الشيخ إلى عليّ بن جعفر وهو في الطريق أيضاً. والحسن بن داود قد صحّح طريق الشيخ إلى محمّد بن عليّ بن محبوب. وذكر سابقاً أنّ طريق الشيخ إلى محمّد بن عليّ بن محبوب وعليّ بن جعفر متّحد (منه عفي عنه) .

12.والصحيح هو : أبو محمّد الحسن بن عليّ بن أبي عقيل . رجال النجاشي : ۴۸ / ۱۰۰ .

13.قوله : «أبو يعلى الجعفري» : هو تلميذ الشيخ المفيد وصهره كما قيل ، والنسبة إمّا بالانتساب إلى مولانا جعفر ابن محمّد الصادق أو إلى جعفر الطيّار (منه عفي عنه) .

14.الرواشح السماويّة : ۱۱۱ ـ ۱۱۲ ، الراشحة الخامسة والثلاثون ؛ وغاية المراد في شرح نكت الإرشاد ۱ : ۷۱ .

15.فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم : ۹۸ .

16.بحار الأنوار ۱۰۵ : ۱۵۹ .

17.الخلاصة للعلاّمة : ۶ / ۱۵ ، وفيه : «والأرجح عندي ...» .

18.اُنظر تنقيح المقال ۱ : ۲۸ ، ورجال السيّد بحر العلوم ۴ : ۱۵۵ .

19.الرجال للشيخ الطوسي : ۴۷۰ / ۵۲ .

20.نقد الرجال ۲ : ۹۸ / ۷۶ .

21.منهج المقال : ۱۱۴ .

22.معراج أهل الكمال إلى معرفة الرجال : ۱۵ . وما بين المعقوفين إضافة من المصدر .

23.الحبل المتين : ۲۷۷ .

24.مشرق الشمسين : ۲۷۶ ـ ۲۷۷ .

25.مشارق الشموس : ۱۳ .

صفحه از 466