رسالة في ابن الغضائري - صفحه 421

[المقام الرابع] : [في توثيق ابن الغضائري]

وأمّا الرابع : أعني توثيق ابن الغضائري ، فيثبت اعتباره بما مرّ من الأدلّة على اعتبار نفسه، بل وثاقته ، بل نقول : إنّه لو كان جرحه غير معتبرٍ باعتبار ابتنائه على الأُمور غير الموجبة للجرح ـ أي فرط الاحتياط وشدّة ضيق دائرة الوثاقة ـ فمقتضى توثيقه البراءة عن كلّ ما يُتوهّم التضعيف به ، فتوثيقه أقوى من توثيق غيره .
نعم ، لو كان جرحه مبنيّاً على فساد الأمر ومتابعة الهوى ، يضعف التوثيق ، لكن قد ظهر بما مرّ حاله ، وابتناء جرحه على التأمّل والتعميق .
وعلى أيِّ حالٍ ، فالخطب سهل في المقام ؛ لقلّة توثيق ابن الغضائري ، بل لم أظفر بتوثيقه في غير الحسن بن القاسم بن محمّد بن شمون ۱ ، وعمرو بن أبي المقدام ، وسالم بن عبد الرحمن ، في ترجمة ابنه عبد الرحمن بن سالم .
وقال في ترجمة القاسم بن الحسن بن عليّ بن يقطين : «إنّ حديثه نعرفه وننكره ، ذكر القمّيون أنّ في مذهبه ارتفاعا ، والأغلب عليه
الخير» ۲ .
قال العلاّمة في الخلاصة : «وهذا يُعطي تعديله منه» ۳ .
وصرَّح في ترجمة أحمد بن الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن مهران الملقّب بدندان ۴ : بسلامة حديثه ۵ .

1.شمون بفتح المعجمة وتشديد الميم المضموم كما في التوضيح (منه عفي عنه) .

2.خلاصة الأقوال : ۲۴۸ / ۷ .

3.المصدر : ۲۴۸ / ۷ .

4.قوله : «الملقّب بدندان» الظاهر أنّه لقب لأحمد وبه صرّح السيّد السند التفرشي ، لكن مقتضى صريح كلام الكشّي في ترجمة محمّد بن سنان وكذا العلامة في الخلاصة في ترجمة الحسن بن سعيد أنّه لقب السعيد . وكيف كان فالدندان بفتح الدال المهلمة والنون كما عن الايضاح ، وعن ابن داود كسر الدال . وعن الصحاح أنّ الدندنة أن تسمع من الرجال كلاما ولا تفهم ما يقول (منه عفي عنه) .

5.المصدر : ۲۰۲ / ۸ .

صفحه از 466