رسالة في ابن الغضائري - صفحه 434

[ التنبيه ] الثاني : [ في الكلام عن كُتُب ابن الغضائري ]

إنّ الظاهر ـ بل بلا إشكال ـ أنّ ما ينقله النجاشي ، والعلاّمة في الخلاصة عن ابن الغضائري ليس مأخوذا من الكتابين الموصوفين في كلام الشيخ في فاتحة الفهرست : بأنّ أحدهما ذكر فيه المصنّفات ، والآخر ذكر فيه الأُصول؛ لأنّه ذكر الشيخ بعد ذلك : أنّه لم ينسخهما أحد من أصحابنا ، واخترم هو ـ أي ابن الغضائري ـ وعمد بعض الورثة إلى إهلاك الكتابين ، وغيرهما من الكتب ، على ما يحكي بعضهم عنه ۱ .
بل الظاهر أنّ الكتابين في بيان التصانيف والأُصول ، من دون ذكر التوثيق والتضعيف ، وإن كان الفهرست مُشتملاً على التوثيق قليلاً ، وعلى التضعيف أقلَّ قليل .
فالتضعيفات المنقولة عن ابن الغضائري إنّما هي من كتابه المقصور على الضعفاء ، على ما مرّ من كلام ابن طاووس ، والشهيد الثاني ، وصاحب المعالم ، والمذكور بتمامه في كتاب ابن طاووس ۲ .
وقد ذكر الفاضل العناية لابن الغضائري ثلاثة كتب : الكتابين المذكورين
الموصوفين ، والكتابَ المقصور على الضعفاء ۳ .
وأمّا التعديل المنقول منه ، فلعلّه ذكره في الكتاب المقصور على الضعفاء بالتبع ، أو كان مذكورا في كتاب آخر .
ويرشد إلى الأخير ما ذكره الفاضل الخواجوئي : من أنّ له كتابا آخر في الرجال الممدوحين غيرَ الكتب الثلاثة المذكورة ۴ .
إلاّ أنّ التعديل لابدّ أن يكون بالتبع ، لو كان المقصود بالمدح في كلام الفاضل الخواجوئي هو ما يقابل التعديل ، كما هو الظاهر ، وإلاّ فالتعديل كان مذكورا بالأصالة .
وأمّا المدح المنقول عنه ـ لو ثبت ـ فيظهر حاله بما سمعت ، إلاّ أنّه لو كان من الكتاب المعمول لذكر الممدوحين ، فهو كان مذكورا بالأصالة ، ولا وجه لكونه مذكورا بالتبع ، بناءً على كونه مأخوذا من ذلك الكتاب ، كما هو المفروض .
وبعدما مرَّ أقول : إنّ مُقتضى ما تقدّم من قول العلاّمة في الخلاصة في ترجمة محمّد بن مصادف : «اختلف قول ابن الغضائري فيه ، ففي أحد الكتابين أنّه ضعيف ، وفي الآخر أنّه ثقة» ۵ ، وكذا قوله : «عمر بن ثابت أبو المقدام ، ضعيف جدّا ، قاله ابن الغضائري ، وقال في كتابه الآخر : عمر بن أبي المقدام ثابت العجلي ، مولاهم ، الكوفي ، طعنوا عليه وليس عندي كما زعموا و[هو] ثقة» ۶ بقاء ۷ الكتابين إلى زمان العلاّمة ، ومُقتضاه بقاؤهما إلى زمان النجاشي
بالفحوى .
فالظاهر أنّ ما حكي عن ابن الغضائري ، كان مأخوذا من أحد الكتابين؛ لأنّهما المعروفان منه .
بقي أنّه قال الفاضل الخواجوئي بعد نقل ما تقدّم من كلام الشيخ في الفهرست : «وقد علم من مواضع أُخر أنّ له كتابين آخرين في ذكر الرجال الممدوحين ، والرجال المذمومين ، والأخير مذكور بتمامه في كتاب السيّد ابن طاووس» ۸ .
وقد حكى السيّد السند النجفي عن النجاشي : أنّه حكى في بعض الأحيان عن بعض تصانيف ابن الغضائري ، وعمّا وجده بخطّه ۹ .

1.الفهرست : ۲ .

2.التحرير الطاووسي : ۲ .

3.مجمع الرجال ۱ : ۱۰۸ .

4.الفوائد الرجاليّة للخواجوئي : ۲۹۰ ـ ۲۹۱ .

5.خلاصة الأقوال : ۲۵۶ / ۵۶ .

6.خلاصة الأقوال : ۲۴۱ / ۱۰ . وما بين المعقوفين من المصدر .

7.خبر «إنّ» .

8.الفوائد الرجاليّة للخواجوئي : ۲۹۰ ـ ۲۹۱ .

9.رجال السيّد بحر العلوم ۲ : ۴۹ .

صفحه از 466