رسالة في ابن الغضائري - صفحه 458

فائدة [10] : [في الدعاء بكثرة المال والولد ]

قال العلاّمة في الخلاصة في ترجمة بشر بن طرخان النحاس : «روى الكشّي في كتابه حديثا في طريقه محمّد بن عيسى : أنّ أبا عبد اللّه عليه السلام دعا له بكثرة المال والولد» ۱ .
وذكر الشهيد الثاني في الحاشية : أنّ الطريق ضعيف ، والدعاء لا يدلّ على التوثيق ، بل ربّما دلّ على المدح ، لو صحّ طريقه ۲ .
وأورد عليه الفاضل الاسترآبادي : بأنّ في الدلالة على المدح تأمّلاً ؛ لما روي
عنه عليه السلام من أنّه قال : «اللّهمّ ارزق محمّدا وآل محمّد الكفاف والعفاف ، وارزق محمّدا وآل محمّد كثرة المال والولد» . بل ربّما أفاد نوع ذمّ ۳ .
وأُورد عليه : بأنّ عبارة الشهيد قدح ـ بالقاف ـ وهو الذي يقتضيه المقام ، فالاسترآبادي لم يتأمّل في المقام .
أقول : إنّ الترقّي في عبارة الشهيد وإن يقتضي كون القدح بالقاف ؛ قضيّةَ أنّ الترقّي عن القول بعدم الدلالة على التوثيق إنّما يقتضي القول بالدلالة على القدح ، لا القولَ بالمدح ، والمناسب للقول بالدلالة على المدح أن يقول : «نعم» بدل «بل» ، لكن لا يتمّ دعوى الدلالة على القدح إلاّ بانضمام الدعاء في حقّ عدوّ محمّد وآل محمّد سلام اللّه عليهم بكثرة المال والولد ، والمفروض الاستناد إلى الدعاء بكثرة المال والولد ، ولا ريب أنّ الظاهر من هذا الدعاء حسن الحال لا المدح ، إلاّ من باب المُسامحة .
وقد حرّرنا في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في رواية الكليني عن محمّد بن الحسن أنّ كثيرا من الأُمور يُوجب حسن الحديث من الكشف عن الحال وليس من باب المدح ، سواء كان من باب اللفظ نحو الترحّم والترضّي ، أو كان من باب غير اللفظ نحو كون الراوي وكيلاً لأحدٍ من الأئمّة عليهم السلاموغير ذلك .

1.امام على عليه السلام : «سوء التدبير مفتاح الفقر» (غرر الحكم ، ح۸۰۹۰ ؛ عيون الحكم والمواعظ، ص۲۸۴) .

2.خلاصة الأقوال : ۲۵ / ۳ .

3.نقله عنه الخواجوئي في فوائده : ۳۴۰ ؛ والمامقاني في تنقيح المقال ۱ : ۱۷۳ / ۱۳۲۲ ، ومنهج المقال : ۶۹ .

4.منهج المقال : ۶۹ .

صفحه از 466