والمتّصف بالصحّة هو الخبر ، لكن تُطلق الصحّة على نفس السند أيضا ۱ .
كما أنّ الضعيف مصطلح في الخبر ، لكن يُطلق على نفس السند أيضا .
بل على هذا المِنوال الحال في الموثَّق والحَسَن والقويّ وإن أمكن القول في الأخير بأنّ الاصطلاح فيه بما يُقابل الأقسام الأربعة المعروفة ـ كما يأتي ـ إنّما اتّفق في الأواخر ، وإطلاقه على نفس السند غير ثابت .
وربّما ذكر المولى التقي المجلسي في شرح مشيخة الفقيه :
إنّ العلاّمة وإن ذَكرَ القاعدة في تسمية الأخبار بالصحيح والحسن والموثّق ، فكثيرا مّا يقول ويصف على قوانين القُدماء ، والأمر سهل .
واعترض عليه كثيرا بعض الفُضلاء ؛ لغفلته عن هذا المعنى ، ولا مجالَ للحَمْل على السهو ؛ لأنّه إنّما يتأتّى فيما كان مرّة أو مرّتين مثلاً ، وأمّا ما كان في صفحة واحدة عشر مرّات ـ مثلاً ـ فلا يمكن أن يكون سهوا ۲ .
والظاهر أنّ مقصوده ببعض الفضلاء هو الفاضل التستري .
وتُطلق الصحّة أيضا ـ شائعا ـ على الخبر باعتبار بعض أجزاء السند ، أو على بعض أجزاء السند فيما يقال : «في صحيح زرارة» أو : «في الصحيح عن زرارة» .
ومن هذا الباب إطلاق الصحّة على الطريق ـ كطريق الشيخ في التهذيب والاستبصار ، والصدوق في الفقيه ، كما اتّفق للعلاّمة وغيره [ في ] ۳ شرح حال الطُرق ـ إذ الطريق بعض أجزاء السند .
لكن احتمال إطلاق الصحّة على الطريق ـ كطريق الشيخ في التهذيب
1.في بعض أخبار الديات : إنّ كتاب الفرائض عن أمير المؤمنين عليه السلام عرض على الرضا عليه السلام ، فقال : «إنّه صحيح» (منه رحمه الله) . انظر الأخبار في الكافي ۷ : ۳۳۰ ح ۱ ، باب آخر ، ووسائل الشيعة ۲۹ : ۲۸۹ ، أبواب ديات الأعضاء ، ب ۲ ، ح ۱ و۲ .
2.روضة المتّقين ۱۴ : ۲۷۴ .
3.أضفناه لاستقامة المعنى .