شرح حديث "اتّفق الجميع لاتمانع بينهم" - صفحه 190

الشرطية ؛ بل الحكم بها لبداهتها سبب للإجماع، فإنّ العقل يحكم بمجرّد ملاحظة هذه الشرطية بدون تتبّع لحال العقلاء بأنّهم يجب أن يحكموا بها ويجمعوا عليها .
إلّا أن يُقال: الباء للمصاحبة ، والمراد أنّ صدق هذه الشرطية مقرون بالإجماع المذكور .
ثمّ إنّ الحملية المتّفق عليها إن اُخذت حقيقة ـ كما هو الشائع في القضايا المستعملة في العلوم على ما صرّح به المنطقيّون ـ فذكر هذه الشرطية بعدها تكرار ، وإن اُخذت يندفع التكرار، لكن يرد أنّه ما الباعث على ارتكاب هذا الأخذ والاعتبار مع مخالفة المشهور وإمكان حمل الحملية على الحقيقة بحيث لا يلزم التكرار، بأن يقال: اللام في المعرفة للاستغراق وهذه الكلّية كبرى لصغرى سهلة الحصول على الشكل الأوّل للتنبيه على المطلب البديهي؛ هكذا معرفة اللّه على تقدير الرؤية معرفة من جهة الرؤية وكلّ معرفة من جهة الرؤية ضرورية ؛ ينتج أنّ معرفة اللّه على تقدير الرؤية ضروريّة .
وقوله عليه السلام : «فإذا جاز أن يرى اللّه بالعين وقعت المعرفة ضرورة» بيان لهذه النتيجة .
(ثمّ لم تَخْلُ تلك المعرفة) الاضطراريّة (من أن تكونَ إيمانا) أي شرطا للإيمان الذي هو الطوع والانقياد.
لو فسّر الإيمان بالتصديق بالجنان، لم يحتج إلى تقدير الشرط .
أي ليست شرطا للإيمان (فإن كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية إيمانا) أي شرطا للإيمان ( فالمعرفة التى فى دار الدنيا من جهة الاكتساب) أي من جهة الاختيار ۱
(أو ليست بإيمان) أي ليست مقارنة للإيمان.
الظاهر أن يكون المقصود من هذه العبارة في كلا الموضعين معنى واحدا، لكنّه لمّا كان المطلوب سلب الايمان عن العارف بالاكتساب، ليلزم أن لا يوجد مؤمن في الدنيا. وسلب الشرطية لا يستلزم سلب المقارنة من غير أن يكون شرطا؛ عدل عن الظاهر ، وفسّرها بسلب المقارنة .

1.في الشافي: + «بأن يكون فاعلها قابلَها، بناءً أنّها مولدة من الفكر في شيء».

صفحه از 200