شرح حديث "اتّفق الجميع لاتمانع بينهم" - صفحه 194

الجمعية .
وأنت تعلم أنّ نفي الجنس أيضا صحيح، وهو الموافق لظاهر قوله عليه السلام : «فلا يكون في الدُّنيا مؤمن لأنّه لم يروا اللّه عزّ ذكره».
(وان لم تكن تلك المعرفة التي من جهة الرؤية إيمانا).
بل كانت المعرفة التي من جهة الاكتساب إيمانا كما هو الواقع .
أي ما هو قبل الرؤية (لم تَخْلُ هذه المعرفة التي من جهة الاكتساب).
(أن) أي عن أنّ.
المناسب «من» بدل «عن» ليوافق المحذوف المذكور سابقا في كلامه عليه السلام .
(تزول) أي بعد الرؤية لحدوث ضدّها.
الحادث هو الضرورية، وحدوث هذه الصفة لايستلزم زوال الصفة السابقة، أي النظرية؛ لجواز اجتماعهما من جهتين، فضلاً عن زوال موصوفها وحدوثه مرّة اُخرى.
(بناءً على اتّفاق الجميع) على صدق الحملية (والإجماع المركّب) ۱ على صدق الشرطية؛ يعني أنّ التضادّ مبني على كون المعرفة من جهة الرؤية ضرورية، وكونها ضروريّة مبنيّ على الاتّفاق والإجماع المذكورين .
وفيهما ما عرفت، فتذكّر .
وفي قوله عليه السلام : «لم تخل هذه المعرفة» إشارة إلى أنّ هذه المعرفة الاكتسابية المشتملة على الصفات الثبوتية والسلبية لا تزول بكلّها عند الرؤية، بل الزائل بعض منها، وهو ما يضادّ الرؤية كما عرفت .
(ولا تزول) بالرفع، والواو للحال. وهذا لبيان المقدّمة الاستثنائية من القياس الاستثنائي؛ أي معلوم أنّ المعرفة الاكتسابية لا تزول بالرؤية .
قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتاب عدّة الاُصول في فصل في حقيقة العلم وأقسامه : والعلوم على ضربين: ضروريّ ومكتسب ؛ فحدّ الضروري ما كان ]أي علم

1.ما بين الهلالين من الشافي.

صفحه از 200