شرح حديث "اتّفق الجميع لاتمانع بينهم" - صفحه 197

اللهمَّ إلّا أن يُقال : معرفة هذه الاُمور في الدنيا أيضا ضروريّة؛ لحصولها بقول الرسول الصادق الأمين، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : لو كُشِفَ الغطاء ما ازددتُ يقينا .
ولا يجري مثل هذا الجواب فيما نحن فيه؛ لأنّ معرفة وجود الباري لايمكن أن تحصل بقوله؛ لاستحالة الدور ، فليتأمّل . ۱ انتهى .
وفيه أوّلاً : أنّ المعارف الحاصلة بقول الرسول صلى الله عليه و آله نظرية، كما هو مذكور فيما نقل عن عدّة الاُصول، ولا يحسن التزام كونها ضروريّة .
وثانيا : أنّ معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام أنّه بعد كشف الغطاء لا يزيد عدد يقينه؛ بناءً على أنّه لم يكن شيء من المعارف والعقائد الدينيّة وغيرها مجهولاً عنده ؛ لا أنّ علومه ضروريّة .
قال الشارح المازندراني رحمه الله في شرح قوله عليه السلام : «ولا تزول في المعاد»:
أي والحال أنّ هذه المعرفة له ۲ من جهة الاكتساب لا تزول في الآخرة، لأنّ حشر المؤمن بلا إيمان باطل بالاتّفاق ولأنّ ما اكتسبت ۳ النفس في الدنيا من الكمالات والمعارف، كان معها بعد فراق البدن وفي الآخرة بلا خلاف .
وإذا كانت ۴ هذه المعرفة باقية غير زائلة في الآخرة، امتنع أن تتحقّق ۵ تلك المعرفة الضروريّة التي هي ضدّها؛ لأنّه لايجوز أن يكون شيء واحد نظريا وضروريّا في وقت واحد ، ۶ فقد ثبت بطلان القسم الثاني أيضا ، فإذن بطل القسمان كلاهما ، وإذا بطلا بطل جواز رؤيته بالعين؛ لأنّه منحصر فيهما . ۷ انتهى .
وأنت خبير بأنّ الملازمة في قوله : «إذا كانت هذه المعرفة باقية» إلخ ، ممنوعة ، وكذا عدم جواز اجتماع النظرية والضروريّة في شيء واحد مطلقا ممنوع؛ إذ المستحيل اجتماع الضدّين من جهة واحدة، لا من جهتين أيضا، كما عرفت .

1.شرح اُصول الكافي، ج ۳، ص ۱۷۳.

2.في المصدر: «التي».

3.في المصدر: «ما اكتسبته».

4.في المصدر: «إذ كانت».

5.في المصدر: «ان تحقّق».

6.في المصدر: «بحكم المقدّمة الثالثة» بدل «لأنّه لايجوز أن يكون ـ إلى ـ وقت واحد».

7.شرح اُصول الكافي، ج ۳، ص ۱۷۲.

صفحه از 200