شرح حديث «نيّة المؤمن خير من عمله»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
مسألة : روى الخاصّة والعامّة عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «نيّة المؤمن خيرٌ من عمله» . ۱ وروى ثقة الإسلام في الكافي بإسناده عن سفيان بن عيينة عن الإمام أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ : «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً»۲ قال : «ليس يعني أكثركم عملاً ولكن أصوبكم عملاً ، وإنّما الإصابة خشية اللّه والنيّة الصادقة» .ثمّ قال : «العمل الخالص الذي لا تريد أن يمدحك عليه أحد إلّا اللّه تعالى ، والنيّة أفضل من العمل» . ۳
وقد قيل ۴ في ذلك وجوه :الأوّل : أنّ المراد نيّة المؤمن اعتقاده الحقّ ، ولاريب أنّه خيرٌ من أعماله ؛ إذ ثمرته الخلود في الجنّة ، وعدمه يوجب الخلود في النار ، بخلاف العمل ، وبهذا يزول
1.رواه فى الشيعة: الكليني في الكافي، ج ۲، ص ۸۴، باب النيّة، ح۲؛ و الصدوق في علل الشرائع، ص۵۲۴، باب ۳۰۱، ح ۱؛ و ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب، ج ۴، ص ۲۶۶؛ و الطبرسي في مشكاه الأنوار، ص ۲۵۷؛ وابن فهد الحلّي في عدّة الداعي، ص ۲۱ و قال الشيخ الحرّ العاملي في الفصول المهمّة، ج ۱، ص ۶۵۸ بعد ذكر الحديث: «والأحاديث في ذلك متواترة». و من العامّة: الطبراني في المعجم الكبير، ج ۶، ص ۱۸۵؛ والسيوطي في الجامع الصغير، ج ۲، ص ۶۷۸، ح ۹۲۹۵ و ۹۲۹۶؛ و المتقي الهدي في كنزالعمال، ج ۳، ص ۳۱۹، ح ۷۲۳۶ و ۷۲۳۷ ؛ والهيثمي في مجمع الزوائد، ج ۱، ص ۶۱؛ والمباركفوري في تحفة الأحوذى، ج ۵، ص ۲۳۵، و غيرهم.
2.هود (۱۱) : ۷ .
3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۶ ، باب الإخلاص ، ح ۴.
4.قال به الشيخ البهائي في أربعينه ، ص ۴۵۱، ذيل الحديث ۳۷، وانظر شرح المازندراني، ج ۸ ، ص ۲۶۶ ، و بحارالأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۱۸۹ ، ذيل ح ۲ ، والمحدّث البحراني في الدرّة النجفيّة ، ج ۳ ، ص ۱۱۳ فمابعد.
