[والترجيح] ۱ فكثيرة ۲ ، وقد ذكرت في كتابي المعروف بـ الغرر ۳ عند كلامي في تأويل قوله تعالى : «ومن كان في هذه أعمى۴فهو في الآخرة أعمى »۵ من الكلام على هذا الوجه
ما استوفيته ، وذكرت قول المتنبي :
اِبْعَدْ بَعِدْتَ بَياضا لا بَيَاضَ لَهُلَأنْتَ أَسْوَدُ في عَيْني مِنَ الظُّلَمِ۶
وأنّ الألوان لا يتعجب منها بلفظ «أفعل» الموضوع للمبالغة ، وكذلك الخِلَق كلها ، وإنما يقال : ما أشدّ سوادَه ، وأن معنى البيت ما ذكره أبوالفتح عثمان بن جني من أنه أراد : إنك أسودُ من جملة الظلم ، كما يقال : حرٌّ من أحرار ولئيم من لئام ، فيكون الكلام قد تم عند قوله : لأنت أسود ، ولو أراد المبالغة لما كان تامّا إلا عند صلة الكلام بقوله : من الظلم .
واستشهد ابن جني [أيضا] ۷ على صحة هذا التأويل بقول الشاعر ۸ :
وأَبْيَضُ مِنْ ماءِ الْحَدِيدِ كَأَنَّهُشِهابٌ بَدَا وَالَّليْلُ دَاجٍ عَسَاكِرُه
كأنه قال : وأبيض كائنا ۹ من ماء الحديد .
1.زيادة من الأمالي للسيد المرتضى .
2.في الغرر : فكثير .
3.المجلس السابع من الجزء الأول : ۸۷ ـ ۹۴ .
4.يعني بتقريب ذكر هذه الآية ذكر ذلك لا أنه ذكر أن لفظ «أعمى» للتفضيل كما فهمه الشهيد (ره) وهو غريب . (منه رحمه الله) .
وقد جاء ما نقلنا في متن المخطوطة ، وصرح بأنه حاشية .
5.الإسراء (۱۷): ۷۲ .
6.انظر ديوان المتنبي ، ج۴ ، ص۳۵ ( وبشرح البرقوقي ، ج۴ ، ص۱۹۵) ، وعنه في الأمالي ، ج۱ ، ص۹۳ ، وهو يخاطب الشيب ، وقبله :
ضَيْفٌ أَلَمَّ بِرَأْسي غَيْرَ مُحْتَشِمِوَالسَّيْفُ أَصْدَقُ فِعلاً مِنْهُ بِاللِّمَمِ
7.الزيادة من الغرر .
8.البيت ـ كما صرح في الغرر ، ج۱ ، ص۹۳ ـ في شرح العكبري لبيت المتنبي ، أورده من غير عزو .
9.في الغرر ، ج۱ ، ص۹۳ : «كائن» ، وفي ج۲ ، ص۳۱۷ : «كامن» . قال في المجلد الأول : «وقوله : من ماء الحديد ، وصف لأبيض ، وليس يتصل به كاتصال من بأفضل في قولك : هو أفضل من زيد . . .» إلى آخر ما قال ، فراجع .