شرح حديث "نية المؤمن خير من عمله" - صفحه 84

فأحدهما : أن يكون المراد أن نية المؤمن مع ۱ عمله العاري من نية ، وهذا مما لا شبهة أنه كذلك .
والوجه الثاني : أن يريد : نية المؤمن لبعض أعماله قد يكون خيرا من عمل آخر لا تتناوله هذه النية . وهذا صحيح ؛ لأن النية لا يجوز ۲ أن تكون خيرا من عملها بعينها ، وغير منكر أن تكون ۳ نية بعض الأعمال الشاقّة العظيمة الثواب أفضل من عمل آخر ثوابه دون ثوابها ، حتى لا يظن ظان أنّ ثواب النية لا تجوز ۴ أن يساوي أو يزيد على ثواب بعض الأعمال .
وهذان الوجهان فيهما على كل حال ترك لظاهر الخبر ؛ لإدخال زيادة ليست في الظاهر ، والتأويل الأول إذا حملنا لفظة «خير» على خلاف المبالغة ، والتفضيل مطابق للظاهر وغير مخالف له . وفي هذا كفاية بمشيئة اللّه تعالى ، انتهى كلامه ۵ أعلى اللّه مقامه ۶ .

[أجوبة السيّد المرتضى عن الشهيد الأول]

أقول : إن شيخنا الشهيد الأول ـ قدَّس اللّهُ زَكِيَ تربتِه ـ قد نقل الوجه الأول من الوجهين في قواعده ۷ هكذا ، وأجاب المرتضى رضى الله عنهبأجوبة :
منها : أن النية لا يراد بها التي مع العمل ، والمفضل عليه هو العمل الخالي من النية .
ثم قال : وهذا الجواب يرد عليه النقض السالف ، مع أنه قد ذكره كما حكيناه عنه. انتهى.

1.في الغرر : «من» ، بدلاً من : «مع» .

2.كذا ، والأحسن أن يقال : لا تجوز . والكلمة في الأمالي من طبعتنا غير منقطة .

3.في الأصل : «يكون» ، وما أدرجناه من الغرر .

4.الذي أدرجناه من الأمالي ، وفي المخطوطة : لا يجوز .

5.غرر الفوائد ودرر القلائد (أمالي سيد مرتضى) ، ج۲ ، ص۳۱۸ .

6.جاء في الهامش : قد اعترف به أن فيها إدخال زيادة ليست في الظاهر مع ما سنذكر ما فيها ، فكيف يقول : «وخطر ببالي وجهان سليمان من الطعن» ، مع أن الطعن فيها أزيد وأفحش من الطعن في غيرهما كما سنبيّنه إن شاء اللّه تعالى (منه) .

7.القواعد والفوائد ، ج۱ ، ص ۱۰۸ ـ ۱۱۴ ، الفائدة ۲۲ ، طبعة منشورات مكتبة المفيد ـ قم ، تحقيق الدكتور السيّد عبد الهادي الحكيم .

صفحه از 112