شرح حديث «نيّة المؤمن خير من عمله» - صفحه 127

شرح حديث «نيّة المؤمن خير من عمله»

بسمه تعالى
ومن جملة الأحاديث المأثورة النبويّة صلى الله عليه و آله الحديث المعروف الدائر في الألسنة والمشهور بين الخواصّ والعوامّ من الشيعة والجماعة ، الذي بظاهره غير خالٍ عن الإجمال ، وغير نقيّ عن الإشكال ؛ وهو قوله صلى الله عليه و آله : «نيّة المؤمن خيرٌ من عمله» .۱
وذلك لأنّ المراد من كلمة «عمله» التي جعلت مفضّلاً عليها ؛ إمّا العمل المقرون بالنيّة ، وإمّا العمل المجرّد عنها .
فإن كان المراد أوّل الاحتمالين ، فظاهرٌ أنّه لبداهة ترجيح العمل الصحيح المقرون بالنيّة على النيّة المجرّدة مستلزمٌ لترجيح المرجوح على الراجح الذي يحكم بديهة العقل ببطلانه ، فلا يمكن أن يكون مرادا من الحديث الشريف .
وإن كان المراد ثانيهما فالأمر فيه أوضح ؛ لأنّ العمل المجرّد عن النيّة لا فضل ولا خير فيه حتّى يرجّح النيّة المجرّدة عليه ، ويُقال : نيّة الخير الصادرة عن المؤمن خيرٌ من عمله الصادر عنه غفلةً وبلا نيّة ، سواء لوحظ ذلك بالنسبة إلى عنوان ذات العمل لو كان

1.رواه من الشيعة : الكليني في الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۴ ، باب النيّة ، ح ۲ ؛ والصدوق في علل الشرائع ، ص ۵۲۴ ، الباب ۳۰۱ ، ح ۱ ؛ و ابن شهر آشوب في مناقب آل أبى طالب ، ج ۴ ، ص ۲۶۶ ؛ والطبرسي في مشكاة الأنوار ، ص ۲۵۷ ؛ و ابن فهد الحلّى في عدّة الداعي ، ص ۲۱؛ والشيخ الحرّ العاملي في الفصول المهمّة ، ج ۱ ، ص ۶۵۸ ، و غيرهم. و من العامّة: الطبراني في المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۱۸۵ ؛ والسيوطي في الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۷۸ ، ح ۹۲۹۵؛ و ۹۲۹۶ ، والمتقي الهندي في كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۳۱۹ ، ح ۷۲۳۶ و ۷۲۳۷ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۶۱ ؛ والمباركفوري في تحفة الأحوذي ، ج ۵ ، ص ۲۳۵ ، وغيرهم.

صفحه از 133