شرح حديث «نيّة المؤمن خير من عمله» - صفحه 131

قلبيّا ، وليست من أعمال الجوارح ليست معرضة للرياء ، ولا يعرضها نقص آخر ، بخلاف العمل ؛ هذا .
ولكن لا يخفى عليك أنّ هذا لا يوجب ترجيح النيّة على العمل مطلقا ولو صدر العمل خاليا عن الرِّياء وكاملاً من جميع الجهات والحيثيّات ، شروطا وشطورا كما هو مقتضى إطلاق الحديث ، فالإشكال بالنسبة إلى تفضيل النيّة على العمل الصحيح من جميع الجهات باقٍ على حاله .
هذه جملة ما عثرت عليه من كلمات الأكابر من علماء الأخلاق وغيرهم في بيان معنى الحديث الشريف .
ومعلوم أنّ النافذ البصير لا يكتفي بهذه الأجوبة ، ولا تطمئنّ نفسه بها ، بل ليست عنده إلّا ممّا يروي الغليل ، ولا يشفي العليل .
نعم ، ما روي عن مولانا الصادق عليه السلام على تقدير صدوره عنه عليه السلام يجب تصديقه وقبوله ، إلّا أنّه لابدّ أن يحمل على الفضل من ساحة قدسه تعالى ، وحكمة الفضل تلك الجهة النوعيّة المذكورة في الرواية ؛ هذا .
ولكنّ الذي يهوّن الخطب وتزول به العويصة أنّ التكلّم في مفاد هذه الرواية إشكالاً وجوابا بالأجوبة المذكورة ، وإطناب الكلام فيها في دفع الإجمال عنها مبنيّ على عدم ظفر المعنونين له على صدر الرواية ؛ إذ لو ظفروا بصدرها وتمام متنها ، لم يبق لهم مجال للإشكال الذي أوردوه عليها حتّى يتفصّوا عنه بهذه التعسّفات الغير المفيدة .
وأنا بحمده تعالى ظفرتُ في سالف الزمان بصدر هذه الرواية والرواية الاُخرى المشهورة المعنونة في كلمات أهل المعقول من الحكماء المتألِّهين والمتكلِّمين الشامخين ، وهي الرواية الشريفة المرويّة أيضا عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «خلق اللّه آدم على صورته» ۱ حيث إنّهم بعدما استظهروا رجوع ضمير كلمة «صورته» إلى كلمة «اللّه »

1.رواه الكليني في الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۳۴ ، باب الروح ، ح ۴ ؛ والصدوق في كتاب التوحيد ، ص ۱۰۲ ، في معنى الواحد والتوحيد ، ح ۱۸ ؛ وعيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۱۱۰ ، الباب ۱۱ ، ح ۱۲؛ وانظر شرح اُصول الكافي لمولى صالح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۱۹۸.

صفحه از 133