شرح حديث «من همّ بحسنة ولم يَعملها...»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم ، وصلّى اللّه على محمّد وآله الطيّبين ، والحمد للّه ربّ العالمين .
فيقول الأقلّ الأحقر أحمد بن صالح بن طوق :
قد سألني سلالة العلماء الصالحين ، وخلاصة الأخلّاء الناصحين ، العامل العالم الكامل الزكيّ ، الشيخ محمّد بن العلّامة المقدّس شيخنا الشيخ مبارك بن الشيخ عليّ ـ أيّده اللّه بألطافه ، وأنار فكره بأنوار الهُداة إليه ـ عن معنى صحيح زرارة المرويّ في الكافي عن أحدهما عليهماالسلام أنّه قال : «إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ جَعَلَ لآدمَ في ذرّيّته مَنْ هَمَّ بحَسَنَةٍ ولم يعمَلْها كُتِبَتْ له حَسَنَةٌ ، ومَنْ همَّ بحَسَنَةٍ وعَمِلَها كُتِبَتْ له عشرا ، ومَنْ هَمَّ بسيّئةٍ [ولم يَعْمَلْها] لم تُكتَبْ عليه ، ومَنْ هَمَّ بها وعَمِلَها كُتِبَتْ عليه سيّئةٌ» ، ۱ انتهى .
ولعمري إنّني لستُ من خدم أرباب هذه الصناعة ، ولا من تجّار هذه البضاعة ، فقد استسمن ذاورم لحسن ظنّه ، ولكن أمره واجب الامتثال ، ولا يسقط الميسور بالمعسور ، والحكمة ضالّة المؤمن حيث ما وجدها التقطها ، ولنقدِّم مقدّمة يستعان بها على معنى الحديث ، فنقول ـ وباللّه المستعان ـ :
1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۲۸ ، باب من يهمّ بالحسنة أو السيّئة ، ح ۱. وعنه في وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۵۱ ، ح ۹۸. و ورد هذا الحديث مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ في الزهد ، ص ۱۴۱ ، ح ۱۹۶ ؛ والتوحيد ، ص ۴۰۸ ، ح ۷ ؛ والخصال ، ص ۴۱۸ ، باب التسعة ، ح۱۱ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ۲۴۸ ، ح ۱ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ۱ ، ص ۳۸۷ ، ح ۱۳۹.