قال : «أفلا أدلّكم على أشدّكم وأقواكم؟»
قالوا : بلى يارسول اللّه .
قال : «أشدّكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل ، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ ، وإذا ملك لم يتعاط ما ليس له» . ۱
والمراد بالغضب ـ الذي جعله صلى الله عليه و آله وسلم إحدى حاليه ـ الغضب للّه ، وأمّا الغضب الذي ورد فيه عنهم عليهم السلام ذمّه ومقت صاحبه ، واستأثر عنهم الحثّ على كظمه وعدم العمل بمقتضاه ، فإنّه صلى الله عليه و آله وسلم منزّهٌ عنه ، ومقدّس طبعه السليم منه .
فعن الصادق عليه السلام : «إنّه ممحقة لقلب الحكيم» . ۲
وقال : «مَن لم يملك غضبه لم يملك عقله» . ۳
وقال صلى الله عليه و آله وسلم : «من كفَّ نفسه عن أعراض الناس أقال اللّه نفسه يوم القيامة ، ومَنْ كفَّ غضبه عن الناس كفَّ اللّه عنه عذاب يوم القيامة» . ۴
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : «إنّ هذا الغضب جمرة من الشيطان يوقد في قلب ابن آدم ، وإنّ أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه ، وانتفخت أوداجه ، ودخل الشيطان فيه ، فإذا خاف أحدكم ذلك فليلزم الأرض ، فإنّ رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك» . ۵
وعنه عليه السلام وقد ذُكر الغضب عنده فقال : «إنّ الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتّى يدخل النار ، فأيّما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك ، فإنّه سيذهب رجز الشيطان ، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليمسّه ، فإنّ الرحم إذا مُسّت سكنت» . ۶
1.لفقيه ، ج ۴ ، ص ۲۹۱ ، ح ۸۷۸ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۳۶۱ ، ح ۲۰۷۴۴.
2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۵ ، باب الغضب ، ح ۱۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۳۶۰ ، ح ۲۰۷۴۱.
3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۵ ، باب الغضب ، ح ۱۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۳۵۹ ، ح ۲۰۷۳۶.
4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۴ ، باب الغضب ، ح ۱۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۳۶۱ ، ح ۲۰۷۴۲.
5.الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۲ ، باب الغضب ، ح ۲ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۴۲۰ ، ح ۵۵۸ ، المجلس ۵۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۳۵۷ ، ح ۲۰۷۳۴.