شرح دعاء النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بعد الصلاة - صفحه 217

وعن الصادق عليه السلام : «الغضب مفتاح كلّ شرّ» . ۱
وقد ذكر هذه الأخبار ونظائرها في الكافي .
وبالجملة ، فحقيقة هذا الغضب وملكته لا تكون حالاً لمن عصمه اللّه ، اللّهم إلّا أن يُراد ـ حالَ المشارفة وما من شأنها أن تحصل في مقابلة عارضٍ من الغير طلبُ صلى الله عليه و آله وسلمالتحلّي بحلية الكفّ عنه مقاما فمقاما ، «وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاما»۲ .
وبعد أن سأل صلى الله عليه و آله وسلم الخشية ـ وهو مُقامه مع الحقّ تعالى ـ وكلمةَ الحقّ ـ وهو مقامه مع الخلق ـ سأل مقامه مع نفسه ، فقال :
(وَالقَصْد) أي العدل بين الإسراف والتقتير (في الفَقْرِ والغِنى) ، فلا أُقتِّر إذا افتقرت ، إذ فيه قنوط من رحمة اللّه ، وظنّ بنفاد خزائنه ، أو إساءة الظنّ به .
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : «وجدنا في كتاب عليّ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال وهو على منبره : والذي لا إله إلّا هو ما اُعطي مؤمن قطّ خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه ورجائه له ، وحسن خلقه والكفّ عن اغتياب المؤمنين ، واللّه الذي لا إله إلّا هو لا يعذّب اللّه مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنّه باللّه وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين ، والذي لا إله إلّا هو لا يحسن ظنّ عبد مؤمن باللّه إلّا كان اللّه عند ظنّ عبده المؤمن ؛ لأنّ اللّه الكريم بيده الخير يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ، ثمّ يخلف ظنّه ورجاءه ، فأحسنوا باللّه الظنّ ، وارغبوا إليه» . ۳
وعن الصادق عليه السلام قال : «أحسنوا الظنّ باللّه ؛ فإنّ اللّه تعالى يقول : أنا عند ظنّ عبدي المؤمن ، إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشرّ» . ۴ ولا اُسرف ۵ إذا استغنيت ؛ إذ هو سفه وتضييع لما جعله اللّه في يد عبده يستعين به على حوائجه وضروريّاته ، ويبسطه في محلّه ،

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۲ ، باب الغضب ، ح ۳ ؛ الخصال ، ص ۷ ، ح ۲۲ ؛ علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۴۷۶ ، ح ۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۳۵۸ ، ح ۲۰۷۳۳.

2.الفرقان (۲۵) : ۶۳ .

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۷۱ ، باب حسن الظنّ باللّه ، ح ۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۲۲۹ ، ح ۲۰۳۵۰.

4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۷۲ ، باب الاعتراف بالتقصير ، ح ۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۲۲۹ ، ح ۲۰۳۴۸.

5.عطف على قوله : «فلا اُقتّر إذا افتقرت».

صفحه از 280