شرح دعاء النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بعد الصلاة - صفحه 220

ويبطن الظاهر ؛ إذ هي مظهر حواقّ الاُمور ، فالفقر سواد الوجه في الدارين ، ولو صوّر الفقر في هذا العالم لصحّ قتله كما يصحّ قتل من اتّصف به .
وأمّا حمل الفقر على الفقر المالي ـ بناءً على ما جاء في مدح الغنى كما ورد : «نِعْمَ المعين على تقوى اللّه الغنى» ۱ وأمثال ذلك ـ فمعارض بذمّه ومدح الفقر ؛ ففي الكافي بالإسناد عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : «في مناجاة موسى : يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلاً فقل : مرحبا بشعار الصالحين ، وإذا رأيت الغنى مقبلاً فقل : ذنب عجِّلت عقوبته» . ۲
وعنه عليه السلام : «المصائب مِنح اللّه ، والفقر مخزونٌ عند اللّه » . ۳
وعنه عليه السلام : «إنّ فقراء المؤمنين يتقلّبون في رياض الجنّة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا» .
قال : «سأضرب لك مَثَل ذلك ، إنّما مَثَل ذلك مثل سفينتين مُرَّ بهما على عاشر فنظر في إحداهما فلم ير فيها شيئا فقال اسربوها ، ونظر في الاُخرى فإذا هي موفرة فقال : احبسوها» . ۴ ومثل ذلك في باب فضل الفقر كثير . ۵
والخريف زمان من السنة معروف ، والمراد أربعون سنة . وفي بعض الأخبار «إنّ الخريف ألف عام ، والعام ألف سنة» . ۶
وفي باب ابتلاء المؤمن بالفقر عن الصادق عليه السلام : «كلّما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته» . ۷

1.الكافي ، ج ۵ ، ص ۷۱ ، باب الاستغاثة بالدنيا على الآخرة ، ح ۱ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۵۶ ، ح ۳۵۷۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۷ ، ص ۳۰ ، ح ۲۱۸۹۷.

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۶۳ ، باب فضل فقراء المسلمين ، ح ۱۲ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۷۶۵ ، ح ۱۰۲۸ ، المجلس ۹۵ ؛ عدّة الداعي ، ص ۱۰۶ في مذمّة المتوغّلين ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۱۵ ، ح ۱۴.

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۶۰ ، باب فضل فقراء المسلمين ، ح ۲ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۸ ، ح ۵.

4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۶۰ ، باب فضل فقراء المسلمين ، ح ۱ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۶ ، ح ۴.

5.انظر الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۶۰ ، باب فضل فقراء المسلمين.

6.جامع السعادات ، ج ۲ ، ص ۶۵.

7.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۶۱ ، باب فضل فقراء المسلمين ، ح ۴ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۲۲۶ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۹ ، ح ۷.

صفحه از 280