شرح دعاء النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بعد الصلاة - صفحه 222

الأمر ، ثمّ كفروا حين عرضت عليهم الولاية ، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، ثمّ آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين ، ثمّ كفروا حين مضى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، ثمّ ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة ، فهؤلاء لم يبق لهم من الإيمان شيء» . ۱
وممّا يرشد إلى ما ذكرنا ـ من أنّ الإيمان المستقرّ لا تحرّكه العواصف ، ولا تقصفه القواصف ـ ما روي عن الصادق عليه السلام قال : «إنّ اللّه تعالى جبل النبيّين على نبوّتهم فلايرتدّون أبدا ، وجبل الأوصياء على وصاياهم فلا يرتدّون أبدا ، وجبل بعض المؤمنين على الإيمان فلا يرتدّون أبدا ، ومنهم مَن اُعير الإيمانَ عارية ، فإذا هو دعا وألحّ في الدعاء مات على الإيمان» . رواه في الكافي . ۲
وفيه عن أبي الحسن عليه السلام : «إنّ اللّه خلق النبيّين على النبوّة ، فلا يكونون إلّا أنبياء ، وخلق المؤمنين على الإيمان ، فلا يكونون إلّا المؤمنين ، وأعار قوما إيمانا ، فإن شاء تمّمه لهم ، وإن شاء سلبهم إيّاه» .
قال : «وفيهم جرت فمستقرٌّ ومستودع» .
وقال : «إنّ فلانا كان مستودعا إيمانه ، فلمّا كذب علينا سلبه إيمانه ذلك» . ۳
قال صاحب الوافي قدس سره : اُريد بفلان أبو الخطّاب محمّد بن مقلاص الغالي . ۴ انتهى .
فحينئذٍ يكون ذلك الجعل المخصوص سببا لشيئين : ارتدادِ الأكثر ، وحزن القليل .
وبالجملة ، لو فعل اللّه ذلك بمن يكفر بالرحمان ، ارتدّت الاُمّة العامّة ، ولو فعل ذلك بالاُمّة ، حزن المؤمنون ؛ هذا .
وليحمل حديث مدح الغنى على الكفاف والاستغناء ، وهو اليأس ممّا في أيدي الناس ، فعن أبي جعفر عليه السلام قال : «أتى رجل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فقال : علِّمني يارسول اللّه

1.تفسير العياشي ، ج ۱ ، ص ۲۸۱ ، ح ۲۸۹ ؛ الصافي ، ج ۱ ، ص ۴۷۳ ، في تفسير ذيل الآية ۱۳۷ من سورة النساء ؛ بحارالأنوار ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۰ ، ح ۸۳ .

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۱۸ ، باب المعارين ، ح ۵ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۲۲۰ ، ح ۴.

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۱۸ ، باب المعارين ، ح ۴ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۲۲۶ ، ح ۱۸.

4.الوافي ، ج ۴ ، ص ۲۴۱ ، ذيل حديث ۱۸۷۹.

صفحه از 280