شرح دعاء النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بعد الصلاة - صفحه 223

شيئا . فقال : عليك باليأس بما في أيدي الناس ؛ فإنّه الغنى الحاضر . قال : زدني يارسول اللّه . قال : إيّاك والطمع ؛ فإنّه الفقر الحاضر» ، الحديث . ۱
ومثله كثير .
وعن الصادق عليه السلام قال : «شرف المؤمن قيام الليل ، وعزّه استغناؤه عن الناس» . ۲
والأخبار الواردة في مدح القناعة والأمر بطلب الكفاف فقط دون الزيادة ۳ ممّا تؤيّد المطلوب .
والحاصل أنّ الفقر المالي إن جامعه فقر الدين ، فذاك خسران الدنيا والآخرة ، وهو الخسران المبين ، وإن جامعه الفقر الذاتي ، فذلك هو الذي ورد أنّ اللّه سبحانه يعتذر إليه اعتذار الأخ لأخيه ، فعن الصادق عليه السلام يقول : «وعزّتي وجلالي ما أحوجتك في الدنيا من هوان بك عليَّ ، فارفع هذا السجف ، فانظر إلى ما عوّضتك من الدنيا . قال : فيرفع فيقول : ما ضرّني ما منعتني مع ما عوّضتني. ۴ ومثله غيره . ۵
فقد عرفت أنّ الفقر المالي تابع في إحدى الصفتين لأحد الوصفين ، وإلّا فالمال من حيث هو لو كان يسوى شيئا ، لما سقى اللّه من الدنيا كافرا شربة ماء .
بقي لمعنى ذمّ الفقر ـ المسؤول عنه في نفي شيء ـ شيء آخر ، وهو أن يجعل سواد الوجه كناية عن التهافت والبطلان الذاتي ، فيرجع الفقر الذاتي الذي ذكرناه في إلى «الفقر فخري» ۶ وعرّف السواد بأنّه الجامع للبصر ، ويناسبه ظلمة العدم الذي هو باطن الممكن ، وهو قابض لبصر المعرفة بحيث إنّه لا يراها شيئا ، ومن عرف نفسه كذلك

1.المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۶ ، ح ۴۶ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۲۹۴ ، ح ۸۹۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۲۸۲ ، ح ۲۰۵۲۲.

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۴۸ ، باب الاستغناء عن الناس ، ح ۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۶ ، ص ۳۱۳ ، ح ۱۲۴۶۹ ؛ بحارالأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۱۰۸ ، ح ۱۱.

3.انظر الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ ، باب القناعة.

4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ ، باب فضل فقراء المسلمين ، ح ۱۸ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۲۵ ، ح ۲۰.

5.انظر الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ ، باب فضل فقراء المسلمين.

6.عدّة الداعي ، ص ۱۲۳ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۳۹ ، ح ۳۸ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۳۰ ؛ تفسير ابن عربى ، ج ۲ ، ص ۴۱۲ ؛ تفسير الآلوسي ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۱.

صفحه از 280