شرح دعاء النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ و‌ آله بعد الصلاة - صفحه ۲۲۵

في أخبار نحبّ أن نورد منها شطرا ؛ فعن الصادق عليه السلام وقد قال له بعض أصحابه : إنّا نكون في طريق مكّة ، فنريد الإحرام ، فنطلي ولا يكون معنا نخالة نتدلّك بها من النورة ، فنتدلّك بالدقيق وقد دخلني من ذلك ما اللّه أعلم به ؟
فقال : «أمحافة الإسراف ؟»
قال : نعم ، قال : «ليس فيما أصلح البدن إسراف ؛ إنّي ربّما أمرت بالنقيّ ، فيلتّ بالزيت ، فأتدلّك به ، إنّما الإسراف فيما أفسد المال ، وأضرّ بالبدن» .
قلت : فما الإقتار؟
قال : «أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره» .
قلت : فما القصد؟
قال : «الخبز واللحم واللبن والسمن ، مرّة هذا ، ومرّة هذا» رواه في الكافي . ۱
وفيه بإسناده عن عبد الملك الأحول قال : تلا أبو عبداللّه هذه الآية «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما»۲ ، قال : فأخذ قبضة من حصىً وقبضها بيده فقال : «هذا الإقتار الذي ذكر اللّه في كتابه» ثمّ أخذ قبضة اُخرى ، فأرخى كفّه ، ثمّ قال : «هذا الإسراف» ثمّ أخذ قبضة اُخرى فأرخى بعضها وأمسك بعضها ، فقال : «هذا القوام» . ۳
وفي رواية اُخرى في تفسير القوام : بسط كفّه وفرّق أصابعه وحناها شيئا ، ۴
وفسّر البسط كلّ البسط ببسط راحته ، وقال : «هكذا» ، وقال : «القوام ما يخرج من بين الأصابع ، ويبقى في الراحة منه شيء» . ۵
وعنه : جاء سائل فقام إلى مكتل ۶ فيه تمر ، فملأ يده فناوله ، ثمّ جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ، ثمّ جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ، ثمّ جاء آخر فقال : «اللّه

۱.الكافي ، ج ۴ ، ص ۵۳ ، باب فصل القصد ، ح ۱۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۵۵۵ ، ح ۲۷۸۵۷.

۲.الفرقان (۲۵) : ۶۷ .

۳.الكافي ، ج ۴ ، ص ۵۴ ، باب كراهيّة السرف والتقتير ، ح ۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۵۵۹ ، ح ۲۷۸۷۱.

۴.أي أعوجها يسيرا.

۵.الكافي ، ج ۴ ، ص ۵۶ ، باب كراهيّة السرف والتقتير ، ح ۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۵۵۸ ، ح ۲۷۸۶۶.

۶.المكتل : زنبيل من خوص.

صفحه از ۲۸۰