شرح دعاء النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بعد الصلاة - صفحه 241

فقال : ما أنتم؟
فقالوا : نحن مؤمنون .
قال : فما حقيقة إيمانكم؟
قالوا : الرِّضا بقضاء اللّه ، و التفويض إلى اللّه ، والتسليم لأمر اللّه .
فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : علماء حلماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء ، فإن كنتم صادقين فلاتبنوا ما لا تسكنون ، ولا تجمعوا ما لا تأكلون ، واتّقوا اللّه الذي إليه تُحشرون» . ۱
فأمرهم صلى الله عليه و آله وسلم بإظهار علائم الإيمان والتحلّي بحليّه ، وجمعها صلى الله عليه و آله وسلم في ثلاث هي رؤوس الصفات والعلائم كما نشرها نفسه عليه السلام لهمّام حيث طلب منه نشرها بقوله : صِف لنا صفة المؤمن كأنّي أنظر إليه.
فقال : «يا همّام! المؤمن بِشره في وجهه ، وحزنه في قلبه ، أوسع شيء صدرا ، وأذلّ شيء نفسا ، ناهٍ عن كلّ فانٍ ، حاضٌّ على كلّ حسنٍ ، لا حقود ولا حسود ، ولا رثّاب ولا عيّاب ولا مغتاب ، يكره الرفعة ، ويسأم السعة ، طويل النِّعم ، بعيد الهمّ ، كثير الصمت ، وقور ، ذكور ، صبور ، شكور ، مغمور بفكره ، مسرور بفقره ، سهل الخليقة ، ليِّن العريكة ، رصين الوفاء ، قليل الأذى ، لا متأنّك ولا متهتّك ، إن ضحك لم يخرق ، وإن غضب لم ينزق ، ضحكه تبسّم ، واستفهامه تعلّم ، ومراجعته تفهّم ، كثيرٌ علمه ، عظيمٌ حلمه ، كثير الرحمة ، لا يبخل ولا يعجل ، ولا يضجر ولا يبطر ، ولا يحيف في حكمه ، ولا يجور في علمه ، نفسه أصلب من الصلد ، ومكادحته أحلى من الشهد ، لا جشع ، ولا هلع ، ولا عنف ، ولا صلف ، ولا متعمّق ، جميل المنازعة ، كريم الجهة ، عدل إن غضب ، رفيق إن طلب ، لا يتهوّر ، ولا يتهتّك ، ولا يتجبّر ، خالص الودّ ، وثيق العهد ، وفي العقد شفيقٌ ، وصولٌ ، حليم ، حمول ، قليل الفضول ، راضٍ عن اللّه ، مخالفٌ

1.المحاسن ، ج۱ ، ص ۲۲۶ ، ح ۱۵۱ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۲ ، باب حقيقة الإيمان واليقين ، ح ۱ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۲۱۸ ، ح ۳۸۲ ، المجلس ۸ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۲۸۶ ، ح ۸ .

صفحه از 280