شرح دعاء النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بعد الصلاة - صفحه 248

الرشاد ، وحينئذٍ تفوت المبالغة ، والرشاد خلاف الغيّ اسم للرُشد بالضمّ مصدر : رشد ـ بفتح العين ـ يرشد بضمّها ، وجاء رشِد بالكسر ، يرشد بالفتح ، ومصدره رَشَد بفتحتين .
ولعلّ قوله صلى الله عليه و آله وسلم :
(وَالثَّباتَ فِي الأمْرِ وَالرُّشْدِ) عطف تفسيري على «عزيمة الرشاد» كعطف الرشد على الأمر .
ويحتمل نسبة العموم والخصوص بين الأمر والرشد ؛ أي في كلّ أمر خصوصا الرشد الذي هو السبب في الثبات على كلّ أمرٍ إلهي ؛ هذا.
ويحتمل أن يُراد بالأمر الأمر الخاصّ ، أعني عالمه المدلول عليه بقوله تعالى : «أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ»۱ ، وهو العالم الروحاني ؛ لقوله تعالى : «وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحا مِنْ أَمْرِنَا»۲ .
وفي الأخبار : «إنّ تلك الروح من خصائص نبيّنا صلّى اللّه عليه وآله وعليهم السلام وليس كلّ ما طُلب وجد ؛ ۳ أي ليس في أحد من الأنبياء غيرهم وإن كانوا مشتركين معهم في الروح القدس .
وقد بسطنا الكلام على ذلك وتحقيقه بحسب طاقتنا وباستعانةٍ ممّا استنقذناه من آثارهم عليهم السلام في كتابنا المسمّى ب«تأويل التنزيل» في آية «وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا» إلى آخره ، وآية «يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ»۴ .
ولمّا كان في هاتيك الأخبار ما هذا لفظه : «خلْق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يسدّده ويخبره وهو مع الأئمّة من بعده» ـ ويُحتمل أن يُراد بهذا الرشد المعطوف على الأمر هو ذلك الحاصل من تسديده لمن هو فيه صلى الله عليه و آله وسلم ـ طلب من ربّه تعالى الثبات على الواردات من ذلك العالم الأمري عليه ، والثبات على رشده الحاصل من تسديده بعد أن سأل الرشاد المشترك بينه وبين غيره من الأنبياء صلوات اللّه عليهم ،

1.الأعراف (۷) : ۵۴ .

2.الشورى (۴۲) : ۵۲ .

3.انظر بصائرالدرجات ، ص ۴۸۰ ، ح ۱ ؛ بحارالأنوار ، ج ۴۸ ، ص ۲۴۲ ، ح ۵۰.

4.النحل (۱۶) : ۲ .

صفحه از 280