شرح دعاء النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بعد الصلاة - صفحه 264

والصوم حتّى لو تركه استوحش ، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة» . ۱
وعنه عليه السلام : «يا فضل ، إنّ الصادق أوّلُ من يُصدّقه اللّه ، فتُصَدِّقُه نفسُه تَعلَمُ أنّه صادقٌ» . ۲
نقول : لعلّ ذلك لأنّ تصديق اللّه له قبل صدقه ؛ لعلمه به قبل وجوده ، وتصديق نفسه له إنّما يكون بعد خروج صدقه من القوّة إلى الفعل ، أو لأنّه أقرب إلينا من أنفسنا ، وعلم القريب من الشيء به قبل البعيد عنه .
وعنه عليه السلام : «من صدق لسانه زكا عمله» . ۳
وعن أبي المقدام قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام في أوّل دخلة دخلتُ عليه : «تعلّموا الصدق قبل الحديث» . ۴
وقال الصادق عليه السلام لعبّاد بن كثير : «ويحك يا عبّاد ، غرّك أن عفّ بطنك وفرجك ، إنّ اللّه تعالى يقول في كتابه : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ»۵ اعلم أنّه لا يتقبّل اللّه منك شيئا حتّى تقول قولاً عدلاً». ۶
أراد عليه السلام أنّ الزهد الظاهر ـ الذي هو عين الرياء والشرك باللّه ـ لا ينفع شيئا ما لم يصلح اللسان ، فلا يغرّك زهدك في الدنيا للدنيا .
روى هذه الأخبار في الكافي وغيرَها .
وبالجملة ، فقد سأل صلى الله عليه و آله وسلم في هذه الفقرة من الدعاء سلامة المعبّر عنه والمعبّر ليتناسب عالما ملكوته ومُلكه .

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۴ ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح ۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۹ ، ص ۶۸ ، ح ۲۴۱۶۷.

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۴ ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح ۶ ؛ ثواب الأعمال ، ۱۷۸ ، باب ثواب الصدق ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۱۵۷ ، ح ۱۵۹۶۰.

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۴ ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح ۳ ؛ الخصال ، ص ۸۷ ، باب ثلاث بثلاث ، ح ۲۱ ؛ تحف العقول ، ص ۲۹۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۵۴ ، ح ۱۱۱.

4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۴ ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح ۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۳ ، ح ۱۵۹۵۹.

5.الأحزاب (۳۳) : ۷۰ ـ ۷۱ .

6.الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۰۷ ، باب إذا بلغ المؤمن أربعين سنة ، ح ۸۱ ؛ بحارالأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۳۵۹ ، ح ۶۸ ؛ الصافي ، ج ۴ ، ص ۲۰۶ ، ح ۷۱ ، ذيل تفسير الآية الأحزاب.

صفحه از 280