شرح حديث "رجِّع بالقرآن صوتك..." - صفحه 316

و بإسناده عن إبراهيم بن أبي البلاد:
إنّ إسحاق بن عمر أوصى بجوار له مغنّيات أن يبعن و يحمل ثمنهنّ إلى أبي الحسن عليه السلام . قال إبراهيم: فبعت الجواري بثلاثمائة ألف درهم و حملت الثمن إليه، فقال: «لا حاجة لي فيه؛ إنّ هذا سحت، و تعليمهنّ كفر، و الاستماع منهنّ نفاق، و ثمنهنّ سحت».۱
و روى الشيخ أيضا الأحاديث الخمسة الأخيرة، ۲ و قد تقدّم حديث عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:
اقرؤوا القرآن بألحان العرب و أصواتها، و إيّاكم و لحون أهل الفسق و أهل الكبائر؛ فإنّه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء و النوح و الرهبانية، لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة و قلوب من يعجبه شأنهم.۳
أقول: فهذه الأحاديث الشريفة كلّها من كتاب واحد من كتب الحديث، و هو الكافي و لعلّه كاف في ذلك كاسمه، و لا تحضرني الآن كتب الحديث لأنقل جميع ما فيها من هذا المعنى، مع أنّي لم أستقص ما في الكافي أيضا.
و قد و صفت بعض الأسانيد بالحسن و التوثيق على اصطلاح المتأخّرين ليتشخّص حال السند، و ما قدّمناه هو المعتمد.
و روى الصدوق في الفقيه عن الصادق عليه السلام أنّه سئل عن قول اللّه (عزّ و جلّ): «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» قال: «الرجس من الأوثان: الشطرنج، و قول الزور: الغناء». ۴
]و [في الخصال عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «الغناء يورث النفاق، و يعقّب الفقر». ۵

1.الكافي، ج ۵، ص ۱۲۰، باب كسب المغنّية وشرائها، ح ۷.

2.تهذيب الأحكام، ج ۶، ص ۳۵۶ ـ ۳۵۸، ح ۱۰۱۸ ـ ۱۰۲۰، ۱۰۲۴، ۱۰۲۱.

3.الكافي، ج ۲، ص ۶۱۴، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن، ح ۳.

4.الفقيه، ج ۴، ص ۵۸، ح ۵۰۹۳. ورواه الكلينى في الكافي، ج ۶، ص ۴۳۵، باب النرد والشطرنج، ح ۲ مسندا عن زيد الشحام.

5.الخصال، ص ۲۴، ح ۸۴ .

صفحه از 348