شرح حديث "رجِّع بالقرآن صوتك..." - صفحه 289

تخصيص الأدلّة العامّه ـ و تقييد النصوص المطلقة و ردّ الأدلّة الخاصّة أو تكلّف تأويلها ببعض الوجوه البعيده ـ غير معقول، بل الاحتجاج بهذا الخبر باطل من وجوه اثني عشر:
الأوّل: إنّه ضعيف لمعارضته للقرآن في قوله تعالى: «وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّه بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ» . ۱ روى الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه: أنّ المراد بلهو الحديث الغناء، و أنّه ممّا أوعد اللّه عليه النار. ۲ و نقله الطبرسي عن أكثر المفسّرين، قال:
«و هو المرويّ عن الباقر و الصادق و الرضا عليهم السلام و عن ابن عبّاس و ابن مسعود و غيرهما». ۳ و قد روى ذلك جماعة من المحدّثين و المفسّرين، و يأتي بعضه إن شاء اللّه تعالى.
و روى الصدوق أيضا و غيره في تفسير قوله تعالى: «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» . ۴ أنّ المراد بقول الزور الغناء. ۵ و قد ذكر ذلك جمع من المفسّرين، ۶ و نقله الشيخ في الخلاف عن محمّد بن الحنفية. ۷ و قال الشيخ الطبرسي: «روى أصحاب أنّه يدخل فيه الغناء». ۸
و روى الكليني بإسناد صحيح عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه (عزّ و جلّ):
«وَ الَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ»۹ : «أنّه الغناء». ۱۰ و قال الطبرسي في مجمع البيان: «و

1.لقمان (۳۱): ۶ .

2.الفقيه، ج ۴، ص ۵۸، ح ۵۰۹۳.

3.مجمع البيان، ج ۸ ، ص ۳۱۳، ذيل الآية ۶ من سورة القمان.

4.الحج (۲۲): ۳۰.

5.معانى الأخبار، ص ۳۴۹، ح ۱؛ تفسير القمى، ج ۲، ص ۸۴؛ وسائل الشيعة، ج ۱۷، ص ۳۰۸ ـ ۳۱۰، أبواب ما يكتسب به، الباب ۹۹، ح ۲۰، ۲۴، ۲۶.

6.مجمع البيان، ج ۷، ص ۸۲؛ التبيان، ج ۷، ص ۳۱۲، ذيل الآية ۳۰ من سورة الحجّ (۲۲).

7.الخلاف، ج ۶، ص ۳۰۵ ـ ۳۰۶، المسألة ۵۴.

8.مجمع البيان، ج ۷، ص ۸۲ ، ذيل الآية ۳۰ من سورة الحجّ (۲۲).

9.الفرقان (۲۵): ۷۲.

10.الكافي، ج ۶، ص ۴۳۱ و ۴۳۳، باب الغناء، ح ۶، و ۱۳.

صفحه از 348