شرح حديث "رجِّع بالقرآن صوتك..." - صفحه 300

عن عبد اللّه بن حمّاد عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «اقرؤوا القرآن بألحان العرب و أصواتها، و إيّاكم و لحون أهل الفسق و أهل الكبائر؛ فإنّه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء و النوح و الرهبانية، و لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة و قلوب من يعجبه شأنهم».۱
و هذا الحديث الشريف موجود في عدّة مواضع معتمدة، مثل كتاب مجمع البيان ۲ و كتاب الكشكول ۳ للشيخ بهاء الدين و غيرهما، ۴ و هو من جملة القرائن على صحّته؛ مضافا إلى ما مضى و يأتي. و مضمون هذه الرواية منقول أيضا من طريق العامّة، رووه عن حذيفة بن اليمان قال، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
اقرؤوا القرآن بلحون العرب و أصواتها، و إيّاكم و لحون أهل الفسوق و أهل الكتابين، و سيجيء قوم من بعدي يرجّعون القرآن ترجيع الغناء و النوح و الرهبانية، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم و قلوب الذين يعجبهم شأنهم.۵
قال ابن الأثيرـ بعد نقل هذه الروايه ـ:
الألحان: جمع لحن، و هو التطريب و ترجيع الصوت و تحسين القراءة و الشعر و الغناء، و يشبه أن يكون أراد هذا الذي يفعله قرّاء الزمان من اللحون التي يقرؤون بها في المحافل؛ فإنّ اليهود و النصارى يقرؤون كتبهم نحوا من ذلك.۶انتهى.

الفصل الرابع : في الكلام على سند المعارض الخاصّ

أقول: عليّ بن محمّد ـ المذكور في هذا السند ـ هو ابن عبد اللّه بن أذينة الثقة(3)،

1.الكافي، ج ۲، ص ۶۱۴، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن، ح ۳ .

2.مجمع البيان، ج ۱، ص ۱۶، الفنّ السابع من المقدّمة، رواه عن طرق العامّة.

3.الكشكول، ج ۲، ص ۵.

4.جامع الأخبار، ج ۵۷، الفصل ۲۳ فى القراءة: بحارالأنوار، ج ۹۲، ص ۱۹۰.

5.مجمع البيان، ج ۱، ص ۱۶، الفنّ السابع من المقدّمة.

6.النهاية، ج ۴، ص ۲۴۲ ـ ۲۴۳، «لحن».

صفحه از 348