شرح حديث "رجِّع بالقرآن صوتك..." - صفحه 302

سهل؛ إذ كانت الكتب عندهم متواترة النسبة يروونها بالإجازة عن ثقة و غير ثقة. و لذلك ترى الكليني كثيرا ما يروي في أوّل الأسناد عن غير الثقة، و لا يتصوّر منه أخذ الحديث من كتب غير الثقات، بعد ما تقدّم من كلامه في أوّل كتابه. و يحتمل كون الكليني نقل هذا الحديث من كتاب عبد اللّه بن سنان، و الباقي كلّهم روي عنهم هنا بطريق الإجازة. و اللّه أعلم.
و عبد اللّه بن حمّاد قال النجاشي: «إنّه من شيوخ أصحابنا». ۱ و هذا مدح جليل له، و لا يعارضه قول ابن الغضائري: نعرفه تارة و ننكره أخرى، و يجوز أن يخرّج شاهدا. ۲ لأنّ قول النجاشي أثبت؛ لثقته و جلالة قدره و لزيادة علمه بأحوال الرجال و كثرة تثبّته و تحقيقه، كما هو معلوم من حاله، مع أنّ ابن الغضائري المذكور ـ و هو أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه لم يوثّقه الأصحاب ۳ ؛ مضافا إلى ما علم من كثرة طعنه في الثقات و ظهور عدم صحّته، فلا يعارض قوله قول النجاشي. و توهّم بعض علمائنا ۴ ـ أنّه إذا أطلق يراد به الحسين بن عبيد اللّه ـ غلط، لما في خطبة الفهرست ۵ و لروايته أحيانا عن أبيه، و الحسين لا يعرف لأبيه رواية، و مع ذلك فكلامه ليس بصريح في الطعن. و قد قال الشيخ بهاء الدين في رسالته في الدراية: «إنّ في كون هذا اللفّظ يقتضي الجرح

1.رجال النجاشى، ص ۲۱۸، رقم ۵۶۸ .

2.مجمع الرجال، ج ۳، ص ۲۷۹: «و حديثه يعرف تارةً وينكر أُخرى ويخرّج شاهدا».

3.قال التفرشى فى نقد الرجال، ص ۲۱ فى ترجمته: «ولم أجد فى كتب الرجال فى شأنه شيئا من جرحٍ ولا تعديل»؛ وقال آية اللّه الخوئى قدس سره فى معجم رجال الحديث، ج ۲، ص ۹۸: «هو ثقة لأنّه من مشايخ النجاشى».

4.فى تنيح المقال، ج ۱، ص ۵۸: «إنّما النزاع فى أنّه عند الإطلاق ]أى إطلاق «ابن الغضائرى» [هل يُراد به الابن المختلَف فيه أو الأب المتّفق على وثاقته، فذهب الأكثر إلى أنّه أحمد... و ذهب الشهيد الثاني رحمه الله إلى أنّه الحسين لا أحمد»، وذهب إليه أيضا علم الهدى فى نَضْدُ الإيضاح، المطبوع مع الفهرست، ص ۱۰۶. و للمزيد انظر مقالة «تحقيقى پيرامون رجال ابن الغضائرى» المطبوعة فى مجلّة نور علم، العددين ۱۵ ـ ۱۶.

5.فهرست الطوسى، ص ۲ ـ ۳: «فإني لما رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب أصحابنا و ما صنفوه من التصانيف و رووه من الأصول و لم أجد أحدا استوفى ذلك... إلا ما قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه رحمه اللّه فإنه عمل كتابين أحدهما ذكر فيه المصنفات و الآخر ذكر فيه الأصول».

صفحه از 348