و بإسناد حسن عن ابن أبي عمير عن مهران بن محمّد عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سمعته يقول: «الغناء ممّا قال اللّه تعالى: «وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّه » . 1
و بإسناد حسن عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه (عزّ و جلّ): «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» قال:
«الرجس من الأوثان: الشطرنج، و قول الزور: الغناء». 2
و بإسناد صحيح 3 إلى مسعدة بن زياد قال:
كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فقال له رجل: بأبي أنت و أمّي، إنّي أدخل كنيفا لي، ولي جيران عندهم جوار يتغنّين و يضربن بالعود، و ربما أطلت الجلوس؛ استماعا منّي لهنّ. فقال: «لا تفعل». فقال الرجل: و اللّه ما آتيهنّ 4 و إنّما هو سماع أسمعه بأذني. فقال: «للّه أنت، أما سمعت اللّه يقول: «إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا» ؟ فقال: بلى و اللّه لكأنّي لم أسمع بهذه الآية من كتاب اللّه من أعجميّ و لا عربيّ، و لا جرم إنّي لا أعود إن شاء اللّه ، و إنّي لأستغفر اللّه . فقال له: «قم و اغتسل و صلّ ما بدا لك؛ فإنّك كنت مقيما على أمر عظيم، ما كان أسوأ حالك لو متّ على ذلك! استغفر اللّه و سله التوبة من كلّ ما يكره؛ فإنّه لا يكره إلّا القبيح، و القبيح دعه لأهله؛ فإنّ لكلّ أهلا. 5
و رواه الشيخ أيضا بإسناد صحيح، 6 و رواه ابن بابويه مرسلا. 7 و بإسناد موثّق عن عبد الأعلى قال:
سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الغناء و قلت: إنّهم يزعمون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله رخّص في أن يقال: «جئناكم جئناكم، حيّونا حيّونا، نحيّكم». فقال: «كذبوا، إنّ اللّه (عزّ و جلّ)
1.الكافي، ج ۶، ص ۴۳۱، باب الغناء، ح ۵.
2.الكافي، ج ۶، ص ۴۳۶، باب النرد والشطرنج، ح ۷.
3.«قد وصف سنده بالصحّة بعض المحقّقين من الأُصوليين» (منه).
4.«يحتمل كون الإتيان بمعنى المجى ء والقصد، وكونه بمعنى الجماع، والغرض تحقير أمر السماع المذكور من السائل، فورد الجواب بالتشديد والتهديد، والحكم بأنّه من الكبائر». (منه رحمه الله)
5.الكافي، ج ۶، ص ۴۳۳، باب الغناء، ح ۱۰.
6.تهذيب الأحكام، ج ۱، ص ۱۱۶، ح ۳۰۴.
7.الفقيه، ج ۱، ص ۸۰ ، ح ۱۷۷ .