و منها: ما هو صريح في أنّ اللّه لا ينظر إلى أهل الغناء من الفاعل و المستمع و كلّ من حضر المجلس.
و منها: ما تضمّن التصريح بالنهي عن دخول بيوت الغناء أعمّ من وقت الغناء و غيره، مع النصّ على أنّ اللّه معرض عن أهل تلك البيوت، و أيّ عبارة أبلغ منه في إفادة التحريم.
و منها: ما يشتمل على الوعد و الترغيب لتارك سماع الغناء، و الوعيد و الترهيب لسامعه و أنّه لا يدخل الجنّة، أو لا يحصل فيها جميع ما تشتهي نفسه و تقرّ عينه على تقدير دخولها، بل الأقرب دلالته على عدم الدخول؛ لأنّ جميع أهلها لهم فيها ما تشتهي الأنفس و تلذّ الأعين.
و منها: ما يدلّ على أنّ سامع الغناء بل الجالس في ذلك المجلس لا ينظر اللّه إليه، و أنّه يستحقّ العقاب و الانتقام بذهاب الأهل و المال.
و منها: ما هو دالّ على أنّ من سمع الغناء فقد عبد الشيطان من دون اللّه ، و ذلك تعريض بكفره.
و منها: ما هو صريح في تكذيب من نسب إليه عليه السلام الرخصة في الغناء، و في الحكم بتحريمه و أنّه من قسم الباطل، و في نسبة مدّعي الرخصة إلى الزندقة، و هو يشعر بعلّية هذه الدعوى لها؛ إذ لم تتحقّق زندقته من غيرها، و الأصل انتفاء ما عداها، فيلزم زندقة كلّ من ادّعاها.
و منها: ما تضمّن أنّ بيع المغنّية و شراءها حرام، مع أنّ لها منافع مهمّة مباحة، و تضمّن التصريح بكفر من علّم الغناء، و بأنّ مستمع الغناء منافق، و أنّ من أكل ثمن المغنّية استحقّ دخول النار و استوجب لعنة الملك الجبّار، و بالجملة ربما يزيد ما ورد في تحريم الغناء و الترهيب منه على ما ورد في أكثر المحرّمات كثرة و مبالغة و تهديدا و وعيدا. فهل يجوز العدول عن ذلك إلى قول أهل الخلاف من أعداء أهل البيت عليهم السلام تعلّلا بحديث ضعيف محتمل للتأويلات المتعدّدة معارض بما هو أقوى منه عموما و