شرح حديث "رجِّع بالقرآن صوتك..." - صفحه 348

اختصّوا به. و البحث طويل يحتاج إلى زيادة في التفصيل، و إطناب بذكر الحجّة و الدليل.
و يا للّه العجب من هؤلاء على اختلاف مذاهبهم حيث يدّعي كلّ منهم حصول الكشف له ببطلان مذهب من خالفه، فيحصل الكشف لأهل السنّة ببطلان مذهب الشيعة، كما صرّح به الغزّالي و غيره و بالعكس، و كذا سائر الفرق، و يحكمون بأنّ هذا الكشف حقّ و أنّ التوصّل إليه بالطرق التي ابتدعوها عبادة بل واجب، مع استلزام اجتماع النقيضين و كون الحقّ في طرفين، مع أنّ مثل هذا الكشف بل أقوى منه حاصل لكفّار الهند و أمثالهم، و لا يبعد أن يكون الشيطان يتصوّر لهم أو يخيّل لهم خيالات في قلوبهم بمثل هذه الأوهام الفاسدة، كما كان يدخل في أجواف الأصنام و يخبر عبّادها عن كلّ ما يسألونه.
و بالجملة، فمخالفتهم في الاعتقاد و الأعمال للشيعة و الأئمّة معلوم، و عداوتهم لعلماء الإمامية لا يحتاج إلى برهان، و تأليف أصحابنا كالشيخ المفيد و غيره في الردّ عليهم و إبطال طريقتهم ظاهر، و لعن الأئمّة عليهم السلام لأئمّتهم و رؤسائهم و سادتهم و كبرائهم مذكور مأثور. و مخالفة التطويل يقتضي الاكتفاء بالإجماع عن التفصيل. و كون أصل المطلب غير هذا اقتضى الاجتزاء عن الكثير بالقليل. و إن مدّ اللّه في الأجل ألّفت في ذلك ما يشفي العليل و يروي الغليل، ۱ و اللّه الهادي إلى سواء السبيل، و هو حسبنا و نعم الوكيل.
تمّت الرسالة بقلم مؤلّفها محمّد بن الحسن الحرّ العاملي في شهر شعبان المبارك سنة 1073.
و ذلك بقلم العبد المذنب إبراهيم بن محمّد علي العاملي (عامله اللّه بغفرانه بالنبيّ و آله) في سنة إحد [ى] و عشرين بعد المائة و الألف.

فهرست

1.لعلّ مراده كتابه الاثنا عشرية فى الردّ على الصوفية الذى فرغ من تأليفه سنة ۱۰۷۶ أى بعد فراغه من تأليف هذه الرسالة بثلاث سنين.

صفحه از 348