شرح زيارة الحسين عليه ‏السلام - صفحه 394

تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين» . ۱
وقد صرّح كثير منهم بصحّة صدور ما في كتبهم من الأحاديث عن المعصومين عليهم السلام بحيث يكون حجّة بينهم وبين ربّ العالمين ، ۲ فلايوجد فيما ضمنوا صحّة صدوره عن الصادقين عليهم السلام ما ليس منهم عليهم السلام ؛ لأنّهم مأمورون بنفي ما ليس من دينهم عن دينهم ، وقد نفوا تحريف كلّ غال وانتحال كلّ مبطلٍ وتأويل كلّ جاهلٍ . ۳ وإن وجد في رجال أسنادهم غال أو مبطل أو جاهل أو مجهول أو مهمل فليس ذلك لأجل اعتمادهم على هؤلاء وجواز الأخذ عنهم ولزوم تصديقهم ، بل اعتمادهم على القرائن المورثة للقطع واليقين بأنّ ما رووا هو الصادر عن الصادقين المعصومين عليهم السلام وبأنّ ما رووا كانت موجودة في سائر الكتب الموجودة عندهم المعتبرة المعتمدة عليها ، ولأجل [عرض ]كتبهم على المعصومين عليهم السلام وتصحيحهم عليهم السلام وأمرهم بالأخذ بما في كتبهم كتب ابن فضّال وأضرابهم وسائر القرائن الموجبة للأخذ والاعتماد ، كيف لا وهم العدول والنافون الذين لولاهم لاندرس آثار الدِّين وانمحى سنن سيِّد المرسلين عليه وآله صلوات المصلّين . وكيف يحصل الاعتماد بتوثيق أضراب الكشّي رجلاً من الرواة ولم يحصل الاعتماد بضمانة أمثال الكليني والصدوق عليهما الرحمة بصحّة صدور ما في كتبهم عن المعصومين عليهم السلام ، عصمنا اللّه عن الغفلة التي حدثت بين المستحدثين في تنويع الأحاديث المدوّنة من المقرّبين إلى صحيح وحسن وموثّق وضعيف بعد

1.بصائر الدرجات ، ص ۳۰ ، ح ۱ ؛ الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۲ ، باب صفة العلم و فضله و فضل العماء ، ح ۲ ؛ الاختصاص (مصنفات الشيخ المفيد ، ج ۱۲) : ص ۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۷۸ ، ح ۳۳۲۴۷ ؛ بحارالأنوار ، ج ۲ ، ص ۹۲ ، ح ۲۱.

2.قال الكليني في مقدّمة الكافي ، ج ۱ ، ص ۸ في جواب من سأل عنه أن يكتب كتابا : «وقلت : إنّك تحبّ أن يكون عندك كافٍ يجمع فيه من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلّم و يرجع إليه المسترشد ، و يأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام ...». و قال الصدوق في مقدّمّة الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳ : «لم أقصد فيه قصد المصنّفين في إيراد جميع ما رووه ، بل قصدت إلى إيرادها اُفتي به وأحكم بصحّته ، واعتقد فيه أنّه حجّة فيما بيني و بين ربّي تقدّس ذكره وتعالت قدرته...».

3.على سبيل المثال انظر نفي أميرالمؤمنين عليه السلام مقالة الغلاة فيه في رجال الكشّي ، ج ۱ ، ص ۳۲۳ ، ح ۱۷۰ـ ۱۷۵.

صفحه از 455