شرح زيارة الحسين عليه ‏السلام - صفحه 395

ضمانة صحّة صدورها عن المعصومين عليهم السلام .
كيف لا ولا يمكن للمستحدثين قدح في حقّ السابقين ، كيف لا ولا يوجد قادح في اللاحقين للسابقين ، والحمد للّه ربّ العالمين ، فإن غفل غافل بأنّ الضامنين والسابقين وإن كانوا عالمين عادلين نافين عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، لم يكونوا معصومين عن السهو والنسيان فذلك مورث لاضطراب اللاحقين في قبول ضمانتهم والاقتداء بهم ، فيوجب ذلك تنويع الأحاديث والاجتهاد بأنفسهم في حال رجال سند اُولئك السابقين ، فتلك الغفلة حدثت عن غفلة حال المعصومين عليهم السلام ، فإنّهم عليهم السلام جعلوهم حكّاما لهم كما كانوا عليهم السلام حكّاما للّه تعالى كما ورد في أخبار متواترة لفظا ومعنىً ، كقوله عليه السلام : «أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم ، وأنا حجّة اللّه » . ۱
وكقوله عليه السلام : «لا يجوز لأحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنّا ثقاتنا ...» ۲ إلى آخر الحديث الشريف .
وكقوله عليه السلام : «انظروا إلى رجلٍ منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا ، فليرضوا به حكما، فإنّي قد جعلته عليكم حاكما ، ألا فمَنْ استخفّ به فكأنّما بحكم اللّه استخفّ وعلينا ردّ ، والرادّ علينا كالرادّ على اللّه وهو في حدّ الشرك باللّه » . ۳
كما ورد في دعاء الاعتقاد في حقّ أمير المؤمنين عليه وآله صلوات المصلِّين :
«مَنْ لا أَثِقُ بِالأعْمَالِ وَ إِنْ زَكَتْ وَ لا أَراها مُنجِيَةً لِيْ وَ إِن صَلُحَتْ إِلَا بِوَلايَتِهِ وَالاِيتِمامِ بِهِ ، وَ الإِقْرارِ بِفَضائِلِهِ ، وَ الْقَبُولِ مِنْ حَمَلتِها و التَّسليم لِرُواتِهَا» . ۴
فالقبول من حَمَلة فضائله عليه السلام والتسليم لرواتها شرط الوثوق بالأعمال الزاكية ،

1.الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۴۷۰ ؛ كمال الدين ، ص ۴۸۴ ، ح ۴ ؛ الوسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۱۴۰ ، ح ۳۳۴۲۴ ؛ الغيبة للشيخ الطوسي ، ص ۲۹۰ ، ح ۲۴۷.

2.رجال الكشّي ، ج ۲ ، ص ۵۳۵ ، ح ۱۰۲۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۱۴۹ ، ح ۳۳۴۵۵.

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۶۷ ، باب اختلاف الحديث ، ح ۱۰؛ و ج ۷ ، ص ۴۱۲ ، باب كراهية الارتفاع إلى قضاة الجور ، ح ۵ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۲۱۸ ، ح ۵۱۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۳۴ ، ح ۵۱.

4.مهج الدعوات ، ص ۲۳۴ ؛ بحارالأنوار ، ج ۲ ، ص ۶۲ ، ح ۸۱ .

صفحه از 455