شرح زيارة الحسين عليه ‏السلام - صفحه 396

وشرط النجاة في الأعمال الصالحة .
بالجملة ، فبمقتضى الأخبار المتواترة لفظا ومعنىً أنّ العدُول النافين عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وإن كانوا غير معصومين من حيث أنفسهم ، ولكنّهم من حيث اتّباع المعصومين عليهم السلام مسدّدون مؤيَّدون من عند اللّه تعالى بحيث أنّهم كانوا واقفين على مراد اللّه تعالى موفّقين عليه ، ولولا ذلك لم تكن حجّة اللّه عليهم بالغة ، ولا يعقل ـ كما لا ينقل ـ أن لا تكون حجّته بالغة واضحة ، فبمقتضى العقل والنقل عليه سبحانه البيان وتبليغ ما أراده من خلقه إليهم وتفهيمهم ما أراده منهم ، أفي اللّه شكٌّ فاطر السماوات والأرض ، أم شكّ في تعريفه ما أراده منهم وبيانه وقد قال : «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ»۱ ، أم شكّ في أمره سبحانه رسوله صلى الله عليه و آله بالتبليغ؟ وقد قال : «بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ»۲ ، أم شكّ في تبليغه صلى الله عليه و آله وقد جعله معصوما عن التقصير وصرّح بأنّه «مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَا وَحْىٌ يُوحَى»۳ ، أم لم يقصّر اللّه ولم يقصّر رسوله صلى الله عليه و آله وقصّر اُولوا الأمر الذين أمر الناس بإطاعتهم كما صرّح بقوله : «أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۴ ، وقد أنزل فيهم : «عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ»۵ ، أم هم معصومون قد عصمهم اللّه عن القصور والتقصير وبيّنوا فرائضه وأقاموا حدوده ونشروا شرائع أحكامه وسنّوا سنّته وصاروا في ذلك منه تعالى إلى الرِّضا وسلّموا له القضاء ، وتاه القوم تيها بعيدا وغفلوا عن اللّه وحجّته البالغة وعن رسول اللّه وعصمته وتبليغه صلى الله عليه و آله عن المعصومين من آله عليهم السلام وتبيينهم وإقامتهم ونشرهم شرائع أحكامه وسنّهم سنّته وصيرورتهم في ذلك منه تعالى إلى الرضا ، وانهمكوا في أنفسهم ووجدوا أنفسهم غير معصومين غفلة عن اللّه البالغ أمره ، وعن المعصومين عن القصور والتقصير ، فسدّوا على أنفسهم باب العلم واليقين وفتحوا باب الظنّ على أنفسهم في نفس أحكام ربّ

1.القيامة (۷۵) : ۱۷ ـ ۱۹ .

2.المائدة (۵) : ۶۷ .

3.النجم (۵۳) : ۳ ـ ۴ .

4.النساء (۴) : ۵۹ .

5.الأنبياء (۲۱) : ۲۶ ـ ۲۷ .

صفحه از 455