شرح زيارة الحسين عليه ‏السلام - صفحه 397

العالمين وقطعوا في الظنّ بالجزم واليقين وطعنوا في المتيقّنين بأنّهم غير معصومين ، وحكموا بأنّ الظنّ مداد العالم وأساس عيش بني آدم وإن هو إلّا زخرف القول زورا ولا يختار ولا يذهب إليه غرورا ولا يعقل ولا ينقل أن تكون حجّة اللّه ناقصة غير تامّة وإن ذهب إليه الأغلب الأكثر والقائل بالقطع واليقين أقلّ من الكبريت الأحمر .
بالجملة ، ولسنا بصدد تفصيل ذلك ؛ لأنّه يقتضي رسم كتاب كبير برأسه ، ويكفي الإشارة لأهل البشارة إن شاء اللّه تعالى ، فلنشرع في ذكر تلك الزيارة الشريفة التي رواها الكليني والصدوق والشيخ الحرّ والمجلسي وأمثالهم رضوان اللّه عليهم ، وزار بها الزائرون في جميع القرون من حين الصدور إلى حين ، ولا يوجد لها نكير من العلماء العارفين ، والحمدُ للّه ربّ العالمين .
قال الكليني رحمه اللّه تعالى في الكافي :
عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه: الحسن بن راشد ، عن الحسين بن ثُوَيرٍ ، قال : كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضّل بن عمر وأبو سلمة السرّاج جلوسا عند أبي عبداللّه عليه السلام فكان المتكلِّم منّا يونس وكان أكبر منّا سنّا ، فقال له : جُعلت فداك ، إنّي أحضر مجلس هؤلاء القوم ـ يعني ولد العبّاس ـ فما أقول؟
فقال : «إذا حضرت فَذَكَرتَنا فقُل : اللهمَّ أَرِنَا الرَّخاءَ وَالسُّرُوْرَ ، فإنّك تأتي على ما تريد» .
فَقلت : جُعلت فداك ، فإنّي كثيرا مّا أذكر الحسين عليه السلام فأيّ شيء أقول؟
قال : «قُل : صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِاللّهِ ، تعيد ذلك ثلاثا ، فإنّ السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد» .
ثمّ قال : «إنّ أبا عبداللّه الحسين لمّا قضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهنّ وما بينهنّ ومن يتقلّب في الجنّة والنار من خلق ربّنا وما يُرى وما لا يُرى بكى على أبي عبداللّه الحسين عليه السلام إلّا ثلاثة أشياء لم تبكِ عليه» .
قلت : جُعلت فداك وما هذه الثلاثة الأشياء؟
قال : «لم تبكِ عليه البصرة ، ولا دمشق ، ولا آل عثمان ، عليهم لعنة اللّه » .
قلت : جُعلت فداك ، إنّي اُريد أن أزوره فما أقول؟ وكيف أصنع؟

صفحه از 455