جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ» 1 .
فلمّا كانوا عليهم السلام شهداء على الناس يصل إليهم الصلاة والسلام عليهم من أيّ مكانٍ قريب من قبورهم المقدّسة أو بعيدٍ ، ولا ينكر ذلك إلّا المنكر المعاند الجاحد لصريح الكتاب ، وكفى في إنكاره فضائلهم إن كان صريح الكتاب ، ومن شكّ في إنكاره فهو في الارتياب كالمنكر لضوء النهار في رابعة النهار .
وكفى في تخريب بيوت دينه تخريبه بيده ولسانه وبأيدي المؤمنين ؛ فاعتبروا يا اُولي الأبصار .
بالجملة ، فالمصلّي والمسلِّم عليهم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ هو اللّه سبحانه والملائكة والناس أجمعون من الأنبياء والمرسلين والمؤمنين ، بل الخلق أجمعون ، كما ورد عنهم عليهم السلام : «صلوات اللّه وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآله ، والسلام عليه وعليهم ورحمة اللّه وبركاته» . 2
فينبغي أن يجعل المصلِّي والمسلِّم عليهم عهده الذهني مطابقا للعهد الذكري المذكور في الرقّ المنشور والكتاب المسطور ، ويقصد بالصلاة والسلام عليهم جميع ذلك ، فتصير صلاته وسلامه عليهم تامّة كاملة ، بل إذا قصد بالألف واللام الجنس والاستغراق ـ أي جميع صلوات اللّه وسلامه وتسليماته ، وجميع عبادات الملائكة وثوابها ، وجميع صلوات الأنبياء والمرسلين وتسليماتهم ، وجميع صلوات الصالحين والمؤمنين والمصلّين وتسليماتهم عليهم ، عليهم الصلاة والسلام ـ لكان أفضل وأتمّ ، كما ورد في أحاديثهم : مَنْ قال عقيب صلاته : «اللهمَّ اجعل ثواب صلاتي لمحمّد وآل محمّد، ضاعفَ اللّه سبحانه صلاته بأضعاف أضعاف أضعاف صلاته بقدر
1.الحجّ (۲۲) : ۷۸ .
2.انظر المزار للشيخ المفيد ، ص ۱۰۲ ؛ التهذيب ، ج ۶ ، ص ۵۶ ، ح ۱۳۱.