شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 484

وفي الوافي بيان:
القيّ ـ بالكسر والتشديد ـ : فِعل من القَوَى ۱ ، وهي الأرض القَفر الخالية ، ولعلّ التشبيه بالحلقة إشارة إلى كرويّتها ، وبالفلاة إلى سعتها ، وفي هذا الحديث من الرموز والإشارات ما لا يبلغ علمنا إلى حلّه ، ولعلّ اللّه يرزقنا حلّه من فضله ، وما ذلك على اللّه بعزيز ۲ ، انتهى .
وإنّي أقول مع قلّة البضاعة في الصناعة «وَ اللّه يَقُولُ الْحَقَّ»۳ وهو وليّ الهداية :
لعلّ ملاك حل عقد هذا الحديث / ب 2 / يدور على مدار بيان درجات العقل ودركات الجهل وشرح مراتب النور ومعارجه ومنازل الظلمة ومهابطه ، وقد يعبّر عنهما بمخروط الوجود ، ومخروط المهيّة ، ومخروط الوجوب ، ومخروط الأركان ، اللذَين وُضعا بالوضع الطبيعي الإلهي على التعاكس . ولقد يفسّر ملاك تلك الدّرجات العليا بطينة العلّينيّة ، وملاك هذه الدركات السفلى بطينة السجّينية ، وعلى ذلك الملاك العلوي يدور محيطات العلويات ، وعلى هذا الملاك السفلي يدور دوائر السفليات ، والعالم العلوي نزولاً وصعودا عالم العلم والنّور ، والعالم السفلي عالم الجهل والظلمة والغرور ، والجهل والظلمة والمهيّة مجملة جهاتها واعتباراتها خلقت تبعا للعقل والنّور والوجود المخلوقة بالأصالة ؛ سبحان من سبقت رحمته غضبه ۴ .
ومرادنا من خلقة الجهل بالعرض وبتبعية العقل أنّ بمجرّد جعل العقل تقرّرت طينة الجهل تبعا وطفيلاً ، كما تقرّرت المهية ثانيا بجعل نور الوجود أوّلاً ؛ فإنّ منزلة الجهل والمهية والغضب من العقل والوجود والرّحمة منزلة العكس ۵ من عين الأصل ۶

1.م : «القراء» وهو تصحيف من الكاتب ، والقَواء بمعنى القَوى .

2.الوافي ، ج ۱۷ ، ص ۴۶۹ ، ح ۱۷۶۵۵ .

3.الأحزاب (۳۳): ۴ .

4.قارن : بحار الأنوار ، ج۹۰ ، ص ۱۵۸ .

5.مرادنا بالعكس هاهنا هو جهة خلاف الأصل التي لا تأصّل لها في التحصّل ، وهو ضدّ الأصل ، ليس ندا له يطابقه ، بل يقابله ويعانده ، فافهم . «منه رحمه الله» .

6.وحكم هذا الأصل المراد هاهنا على خلاف العكس المعروف الّذي يتراءى في المرايا ؛ حيث يطابق الأصل ، ويحكي عنه حكاية ، فافهم إن شاء اللّه تعالى . «منه» .

صفحه از 618