شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 487

كما حكى تعالى عن حبيبه صلى الله عليه و آله وسلم في حق وليّه : «وَأَنفُسَنَا»۱ ولنعم ما قيل فيه :

چونكه هر وصف محمّد با على استگر بگويى يا محمّد ، يا على است
ربّنا «وَ لَا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا»۲ .

تكملة نوريّة [في معرفة الطريقة الوسطى و صاحبها]

ولعلّك تقول : كيف تمكّن ويتمكّن المرء من الجمع بين الأطراف المتقابلة من جهة واحدة ، والتقابل والتعاند بين الأطراف البالغة في التعاند والتنافي يأبى ويمنع عن ذلك جدّا؟
فاعلم ـ يا صاحب البصيرة العيناء ، ويا طالب الحقيقة بالسلوك على مسلك الاستقامة والاستواء ، ويا ناهج منهج العدل والمحجّة البيضاء ـ أنّ الغاية القصوى من السير والسلوك على الطريقة الوسطى طريقة العلوية العليا ـ وهي شريعة المحمديّة البيضاء ـ إن هي إلّا التخلّق بأخلاق اللّه تعالى والتحقّق بمظهرية صفاته العليا وأسمائه الحسنى ، وهو سبحانه وجلّ شأنه « عال في دنوه ودانٍ في علوه» ۳ ظاهر في بطونه وباطن في ظهوره ، سبحان من خفي من فرط ظهوره ، واحتجب عن نواظر خلقه بشعاع نوره ، «هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْأَخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ»۴ . ظهوره بعينه بطونه [و] بطونه بعينه ظهوره ، حاضر غير محدود ، وغائب غير مفقود . كلّ ذلك جمعٌ بين الأطراف المتباعدة البالغة / ب 4 / جدّا في التقابل والتباعد من جهة واحدة .
فالأمر بالتخلق بأخلاقه تعالى وبالتحقّق بمظهريّة صفاته العليا وأسمائه الحسنى يوجب تيسّر ذلك الجمع ، ويستلزم التمكّن المناقض للمنع . ومن هنا يتّضح سرّ تمكّن الأنبياء والأولياء من الجمع بين البشرية السفلى والربانية العليا «قُلْ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ»۵ الآية «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه »۶ .

1.آل عمران (۳): ۶۱ .

2.الحشر (۵۹): ۱۰ .

3.قارن : بحار الأنوار ، ج۹۰ ، ص ۱۸۹ و ج ۹۱ ص ۱۸۹ .

4.الحديد (۵۷): ۳ .

5.الكهف (۱۸): ۱۱۰.

6.النساء (۴): ۸۰ .

صفحه از 618