شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 488

قال صلى الله عليه و آله وسلم : لي مع اللّه وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل . 1
وقال صلى الله عليه و آله : من رآني فقد رأى الحق 2 .
وعنهم عليهم السلام : لنا حالات مع اللّه ؛ نحن هو ، وهو نحن ، وهو هو ، ونحن نحن . 3
إلى غير ذلك من الآيات والأخبار التي لا يكاد يحصى.
وإلى سرّ ذلك الجمع الكاشف عن حقيقة الحال على وجه التمثيل والتمثال [يشير ]قول قبلة العارفين عليّ أمير المؤمنين عليه السلام ـ روحي له الفداء ـ حين سأله كميل بن زياد أن يعرّفه نفسه ، في جملة ما قال عليه السلام في جوابه : والكلية الإلهيّة لها خمس قوى : بقاء في فناء ، ونعيم في شقاء ، وعزّ في ذلّ ، وفقر في غنى ، وصبر في بلاء 4 ، ويعني عليه السلام من « الكلية الإلهية » هاهنا 5 : النفس الكلية الإلهية اللاهوتية التي هي روح القدس الّذي به بعثت الأنبياء ، وبه أيّدوا ، وبه علموا الأشياء ، وذلك الروح يسمّى بـ « روح القدس الأدنى » الّذي هو حقيقة العلويّة العليا ، والمسمّاة بذات اللّه العليا التي قال تعالى فيها حكاية عن عيسى عليه السلام : «وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ» 6 .
وأمّا « روح القدس الأعلى » فهي حقيقة المحمدية 7 البيضاء / الف 5 / التي هي عقل الكلّ الكلّي المسمّى بحقيقة الحقائق في الأشياء ، وبالدرّة البيضاء ، وبالقلم الأعلى ، كما يسمّى تلك النّفس الكليّة بالدرّة الصفراء وباللوح 8 المحفوظ الّذي كتب ذلك القلم الأعلى بأمره تعالى ، فيه كل ما هو كائن إلى يوم القيامة ؛ جفّ القلم بما هو كائن 9 ، وجفّت الصحف كذلك ، ومن هنا يسمّى باُمّ الكتاب «وَ إِنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَـبِ لَدَيْنَا

1.راجع : اللؤلؤ المرصوع ، ص ۶۶ .

2.الجامع الصغير ، ج۲ ص ۱۷۰ .

3.الكلمات المكنونة ، ص ۱۱۴ ؛ اللمعة البيضاء ، ص ۲۸ .

4.شرح الأسماء الحسنى ، ص ۴۵ .

5.م : - هاهنا .

6.المائدة (۵): ۱۱۶ .

7.وهي وسط الكلّ في الكلّ ، وتكب لنفس الكلية خليفته في تلك المنزلة العليا «منه أعلى اللّه مقامه» .

8.ح : + القلم .

9.راجع : بحار الأنوار ، ج ۲۸ ، ص ۴۹ ، الصحيح للبخاري ، باب القدر ، ج ۸ ص ۱۵۲ وقارن : التوحيد ، ص ۳۴۳ .

صفحه از 618