شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 491

على جبلّة تابعيتهم ، معترفة بالفطرة بولايتهم ومولويّتهم ، مقرّة بحسب السجيّة الفطرية بأوّليتهم وسيادتهم عليهم السلام .
فبالجملة فالكلّ خيلهم وخدمهم ، والجلّ والقلّ بهمهم واُممهم من الدرّة إلى الذرّة، ومن الذرّة إلى الدرّة، كما قيل في مديحة الحضرة الختمية المحمديّة بالفارسية:

اى صدر نشين هر دو عالمفرش ره توست عرش اعظم
سر چشمه آب زندگانىسرجوش خلاصه معانى
سر خيل تويى وجمله خيلندمقصود تويى همه طفيلند
وسر تلك المطاعية والمتبوعيّة إنّما هو كونهم(ص) جامع مجامع فنون / ب 6 / الكمال ، ومجمع جوامع شؤون الجمال والجلال ، في مقام البيان ومقام المعاني ، فضلاً عن كونهم مجمع مجامع الكمال الإنساني ، وجامع جوامع الجمال الروحاني ، وإن كانوا عليهم السلام بمجرّد هذه الجهة ـ أي من جهة كونهم صاحب منزلة الإنسان الجامع ومالك مرتبة جامع الجوامع ـ مستحقّين لكون الكلّ خيلهم وخدمهم ، وكون الجل والقل بهمهم واُممهم .
ومن هنا قالت أساطين الحكمة كما قيل : إنّ الكلّ والجلّ والقلّ من الأشياء خلقت لانتظام وجود الإنسان وجبلت على خدمة هذا النظام الّذي هو أحسن النظام ، فيكون بعض الأشياء خادما جلّه وبقلّه كالماء والتراب ، ويكون بعضها خادما يظلّه من فوقه كالنار والسّماء ، ويكون بعضها خادما يحيط به كالهواء ؛ لأنّ الهواء به استنشاق روح الإنسان وبه دوام حياته في هذه النشأة الدنيا ۱ ، وهي بحرارته ورطوبته يكون مادّة تكوّن الانسان ، وهو ـ أي الهواء ـ وسط التوابع والخدم في هذا العالم ؛ إذ فوقه النار ، وسبع سماوات ، وفلك المنازل ، وفلك البروج ، والكرسيّ ، والعرش ، وجسم الكلّ ، والمثال الكلّي يعني عالم الحس المشترك من جهة كونه هورقليا الخارج من هذا العالم والدّاخل فيها من جهتين ، والجوهر الهباء الكلّي ، والطبيعة الكليّة ، والنفس الكليّة

1.ح : - الدنيا .

صفحه از 618