شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 492

يعني عالم الخيال الكلّي ، والروح الكليّة يعني عالم الدرّة الصفراء وهي لوح رقائق المعاني ، والعقل الكلي يعني الدرّة البيضاء عالم حقيقة حقائق المعاني ؛ فهذه تسعة عشر بعدد حروف البسملة .
وتحته الماء / الف 7 / وسبع أرضين «خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَ تٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ» والملك الحامل لها ، والصخرة وهو سجّين ، والثور ، والحوت ، والبحر المظلم ، والريح العظيم أي الهواء الذاهب بما يحيط «إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـه بِمَا خَلَقَ»۱ ، وجهنم ، والقمطام ، والثرى وما تحتُ ، والجهل وهو وسط الكل في دائرة ۲ الظلمات كما أنّ العقل المحمدي الكلي وسط الكلّ في دائرة الأنوار ؛ فهذه أيضا تسعة عشر بعدد ۳ سَدَنة سقر ؛ وذلك للزوم تطابق دركات الجهل والظلمة لدرجات ۴ العقل والنور ، ووجوب المطابقة والمساواة بين جنود العقل وجنود الجهل ، كما تفرد في محله عقلاً ونقلاً .

تنبيه [في تبيين اختلاف الدرجات والدركات]

والاختلاف المتراءى الظاهر من الأخبار والآثار من أقوال أهل العلم اُولي البصائر والأبصار في تعداد تلك الدرجات وتلك الدركات مبتنٍ على اختلاف الاعتبارات الموجّه كلّ منها في مقامه ، ومرجع كلّها وأصل اُصولها هو اعتبار عدد الحروف الهجائية الأبجدية : الثمانية والعشرين من وجه ، والتسعة والعشرين من وجه آخر ، كما سيتّضح في بيان تقابل الدرجات والدّركات ؛ فإنّ كلية دائرة الدرجات يجب أن يعتبر منازلها المرتّبة في نفس الدّائرة بهذا العدد الأصلي ، وكذلك كليّة دائرة الدركات يكون حكمها ذلك .
ومن جملة تلك الاعتبارات المختلفة ما اعتُبر في «حديث زينب العطارة» الّذي

1.المؤمنون (۲۳): ۹۱ .

2.م و ح : دائر .

3.قوله : « بعدد سدنة سقر » ، وذلك العدد من جهة اعتبار الحرفية إنّما هي عكوس حروف البسملة ، ويكون المركّب من تلك الحروف الظلمانية العكسية اسما يقابل اسم البسملة ، فكما تكون البسملة الاسم الأعظم الجمالي ، فكذلك ذلك الاسم القهري الأعظم الجلالي . «منه أعلى اللّه مقامه»

4.م : درجات .

صفحه از 618