شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 493

نحن الآن في صدد شرحه بقدر الوسع والإمكان ، وقد اعتُبر / ب 7 / فيه في كلّ من الدرجات والدركات عدد أربعة عشر ، ومن جهة ملاحظة كون نصف الحروف الهجائية نورانية ونصف آخر منها ظلمانيّة كما تقرّر واعتبر في فنّه .
ويمكن أن يرجع الاعتبار في حلّ هذا الحديث إلى الاعتبار الأصيل الأصلي ، كما سنشير إليه عند التعرّض لخصوص شرحه وحلّه ـ إن شاء اللّه تعالى ـ بمعاضدة رفيق التأييد ومرافقة صديق التوفيق .
وبالجملة فالإنسان هو القائم بين الأمرين والواسط المتوسّط بين البحرين ؛ لأنّ هذه الأكوان العلويّة والسفلية كلّها تابعة للإنسان مقصودة ومصنوعة له كما مرّ .

تكملة فيه تبصرة [في معرفة العالم الاصغر والاكبر]

اعلم أنّ الإنسان إنسانان : إنسان كبير يسمّى بالعالم الأكبر ، وإنسان صغير موسوم بالعالم الأصغر اُنموذج ذلك العالم الأكبر ؛ كما قال عليُّ قبلة العارفين عليه السلام :

أ تزعم أنّك جرم صغيروفيك انطوى العالم الأكبر
وأنت الكتاب المبين الّذيبأحرفه يظهر المضمر۱
وهو في وجه من الاستبصار عند اُولي البصائر والأبصار يزيد على ذلك الأكبر الّذي خلق طينا اُخذ منه طينة هذا الأصغر ، وفي القدسي نظرا و ۲ إشارةً إلى تلك الفضيلة والمزيّة : ما وسعني أرضي ولا سمائي ، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ۳ وقد أشار إليه بعض العارفين في نظمه حيث قال مخاطبا للإنسان الكامل :

يا خالق الأشياء في نفسهأنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونهفيك فأنت الضيِّق / الف ۸ / الواسع
من وسع الحقّ أضاق عنخلق فكيف الأمر يا سامع

1.راجع : الديوان ، لعليّ بن أبي طالب ، ص ۵۷ وفيه بيت آخر فقط.

2.م : أو .

3.تذكرة الموضوعات ، ص ۳۰ ؛ فيض القدير شرح الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۲۹ .

صفحه از 618