شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 497

السّماوات العلى بسكّان الأرضين السفلى وما بينهما على نمط يماثل بما في الإنسان البشري من المقابلة ، ويقاس حال الاُنموذج المختصر بحال نسخة الأوّل المطوّل المفصّل الّذي خلق طينا ، ثم استنسخ منها واُخذ منه النسخة الاُنموذجيّة ، وطينة الأصغر المقصود من خلقة الآباء العلوية والاُمّهات السفليّة ، والمنظور من مناكحتهما ؛ كما في القدسيّ : لولاك لما خلقت الأفلاك ۱ كما قيل :

سرخيل تويى [و] جمله خيلندمقصود تويى همه طفيلند
كما فصّلنا وأصّلنا في تمهيد المقدّمة .
فأقول على محازاة ما قالوا ـ بتصرّفات وعنايات يحتاج إليها / الف 10 /في بعض المقامات لما يبعثنا عليها ويحوجنا إليها ـ :
إنّ العقل والدرّة البيضاء والحقيقة المحمديّة حقيقة حقائق الأشياء يقابل الجهل .
والرّوح ـ وهي النفس الكليّة وذات اللّه العليا والدرّة الصّفراء ـ يقابل ما تحت الثّرى .
والنفس التي هي الدرّة الخضراء ـ وهي الخيال ۲ المنفصل ـ يقابل الثرى .
والطبيعة الكلية والدرة الحمراء يقابل القمطام المعبَّر عنه بالظلمة أي الظلمة الكبرى .
والكون الهبائي المعبّر عنه بالمادة المطلقة يقابل النار وجهنم .
والشكل ـ أي الشكل الكل عالم هورقليا يقابل الريح العقيم وقد يعبّر عنها بـ « الهواء الذاهب » «إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـه بِمَا خَلَقَ» . ۳
والجسم الكلّ ـ أي جسم الكلي ۴ بما هو هو ـ يقابل البحر المظلم .
والعرش المسمّى بالمحدّد للجهات يقابل الحوت .
والكرسي «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَ تِ وَالْأَرْضَ»۵ يقابل الثور .

1.راجع : علم اليقين، ج۱ ، ص ۳۸۱ ؛ و بحار الانوار ، ج ۵۷ ، ص ۱۹۹ .

2.قوله : « وهي الخيال المنفصل » ، أي خيال الكلّ المجرّد عن المادّة ، والمنفصل : المرتفع عن حضيض المادة . «منه رحمه الله»

3.المؤمنون (۲۳): ۹۱ .

4.كذا.

5.البقرة (۲): ۲۵۵.

صفحه از 618