شرح حديث زينب العطّارة - صفحه ۵۰۰

وأطواره قبضة ، إلى آخر ما مرّ في تعداد أجزاء دائرته المحيطة بالترتيب الّذي مرّ ، وبالجملة «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ»۱«وَاللّه يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ»۲ .

إشارة عرشية فيه إنارة عرفية [في طينة المؤمن والكافر]

قال العارف القاساني في مرآة العيون في بيان كون خطيئة المؤمن عارية فيه مستعارة من طينة الكافر ، وكون حسنة الكافر عارية فيه مستعارة من طينة المؤمن، ويُردّ يوم تميّز الخبيث من الطيب عارية كلّ إلى صاحبه ، كل يرجع ۳ إلى أصله :
ويدلّ على ما ذكرناه كلّه ما رُوينا عن أبي إسحاق اللّيثي ، عن الباقر عليه السلام في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة: قال عليه السلام : اعلم أنّ اللّه عز و جل خلق أرضا طيّبة طاهرة، وفجّر فيها ماءً عذبا زلالاً فراتا سائغا، فعرض عليها ولايتنا / ب ۱۱ / أهل البيت فقبلتها، فأجرى عليها ذلك الماء سبعة أيّام، ثمّ نصب عنها ذلك الماء بعد السابع ، فأخذه من صفوة ذلك الطين طينا فجعله طين الأئمة عليهم السلام ، ثمّ أخذ ـ جلّ جلاله ـ ثقل ذلك الطين فخلق منه شيعتنا ومحبّينا من فضل طينتنا، فلو ترك طينتكم ـ يا إبراهيم ـ كما ترك طينتنا لكنتم أنتم ونحن سواء .
قلت : يا ابن رسول اللّه ، ما صنع بطينتنا؟
قال عليه السلام : مُزج طينتكم ، ولم يُمزج طينتنا .
قلت : يا ابن رسول اللّه ، بما مزج طينتنا؟
قال عليه السلام : خلق اللّه عز و جل أرضا خبيثة منتنة وفجّر فيها ماء اُجاجا مالحا آسنا ۴ ، ثم عرض عليها ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فلم تقبلها، فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام ۵ ، ثم نصب ۶ ذلك الماء عنها، ثم أخذ من كدورة ذلك الطين المنتن الخبيث وخلق منه أئمّة الكفرة ۷ والطغاة والفجرة، ثمّ عمد ۸ إلى

۱.الإسراء (۱۷): ۸۴ .

۲.البقرة (۲): ۲۱۳ ؛ النور (۲۴): ۴۶ .

۳.م: كلّ.

۴.آسن : متغيّر طعمه و لونه و ريحه .

۵.م : - أيام .

۶.ح : تصب .

۷.م : الكفر .

۸.ح : عمل .

صفحه از ۶۱۸